من أحكام الطبيعة في مولدات العناصر خاصةو النشأة الآخرة ليست من مولدات العناصربل هي من مولدات الطبيعة فلذلك لا تنام ولا تقبل النوم كالملائكة و ما علا عنالعناصر و نشأة الإنسان في الآخرة على غيرمثال كما كانت نشأته في الدنيا على غيرمثال فما ظهر قبله من هو على صورته و لهذاجاء كَما بَدَأَكُمْ يعني على غير مثالتَعُودُونَ على غير مثال يعني في نشأةالآخرة و قال وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُالنَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لاتَذَكَّرُونَ أنها كانت على غير مثال سبقفاشحذ فؤادك و وفر زادك فإنك راحل عن نشأةأنت فيها و ما أنت فيها
اعلم أيدك الله و عصمك إن الخوف مقامالإلهيين له الاسم الله لأنه متناقض الحكمفإنه يخاف من الحجاب و يخاف من رفع الحجابأما خوفه من الحجاب فلما فيه من الجهل بماهو حجاب عنه و أما خوفه من رفع الحجابفلذهاب عينه عند رفعه فتزول الفائدة والالتذاذ بالجمال المطلق آية المحجوبقوله تعالى كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْرَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فيمعرض الذم و أما الحديث
فقوله (ص) في الحجب لو كشفها أو لو رفعهالأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه
و ما أشبه هذا المقام يقول القائل
فمقام الخوف مقام الحيرة و الوقوف لايتعين له ما يرجح لقيام شاهد كل جانب عندهو من خرج عن هذا الخوف إلى الخوف من متعلقغيره فهو خوف و ليس بمقام فإن كل خوف ما عداهذا فليس له هذا الحكم فإن المقام كل ما لهقدم راسخ في الألوهة و ما ليس له ذلك فليسبمقام و إنما هو حال يرد و يزول بزوال حكمالتعلق و المتعلق ببشرى أو بغيرها و الخوفالذي هو مقام يستصحب للعالم بالله الذييعلم ما ثم و من لا يعلم ذلك فلا يستصحبهخوف إلا إلى أول قدم يضعه من الصراط فيالجنة أو حاضرها فالخائف هو الذي يعلم ماهو التجلي و ما هو الذي يرى يوم القيامة وهو الذي يعلم أن أهل النار لهم تجل يزيد فيعذابهم كما إن لأهل الجنة تجليا يزيد فينعيمهم أهل النار محجوبون عنه و لهذا قالعن ربهم أهل النار و الرب المربي والمصلح
فباب العلم بالله دون ما سواه مغلق من حيثذاته و هو المطلوب بالتجلي فالخلق في عينالجهل بهذا الذي ذكرناه إلا من رحم الله ولقد أصابت المعتزلة في إنكارها الرؤية لافي دليلها على ذلك فلو لم تذكر دلالتهالتخيلنا أنها عالمة بالأمر كما علمه أهلالله لكنها في دلالتها كانت كما قال بعضهملصاحبه حين قال له ما أعجبه و أخذ به فلماذكر له الإسناد فيما أورده زال عنه ذلكالفرح و قال له أفسدت حين أسندت فمن لميعرف الله هكذا لم يعرفه المعرفة المطلوبةمنه
قال (ص) و اجعلني نورا
في دعائه و قال تعالى الله نُورُالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و السبحاتأنوار و النور لا يحترق بالنور و لكن يندرجفيه أي يلتئم معه للمجانسة و هذا هوالالتحام و الاتحاد و هنا سر عظيم و هو مايزيد في نور المتجلي من نور المتجلي له إذاانضاف إليه و اندرج فيه و لما وقف (ص) علىمقام الخوف الذي ذكرناه أداه إلى أن طلب أنيكون نورا فكأنه يقول اجعلني أنت حتى أراكبك فلا تذهب عيني برؤيتك لكن اندرج فيك كماقال النابغة