فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

جلد 2 -صفحه : 694/ 293
نمايش فراداده

في علم التوحيد إلا عند من يقول بالمناسبةو لا عند من يقول بنفي المناسبة لأنالتوحيد ليس بأمر وجودي و إنما هو نسبة والنسب لا تدرك كشفا و إنما تعلم من طريقالدليل فإن الكشف رؤية و لا تتعلق الرؤيةمن المرئي إلا بكيفيات يكون المرئي عليهاو هل في ذلك الجناب الإلهي كيفية أم لافالدليل ينفي الكيفية فإن كان يريد أنه لاكيفية له في ذاته فلا يكشف و إن كان يريدأنه لا تعقل كيفيته فيمكن أن يكشف من حيثما له كيفية لا تعقل لكن يحصل العلم بهاعند الكشف فإن كل كيفية حصلها العقل مننظره في الأشياء فإنها تستحيل عليه عندهمع ثبوت الايمان بأسمائها لا بمعقوليتهامن نزول و استواء و معية و تقليب و تردد وضحك و تعجب و رضي و غضب فإن جسد الله هذهالمعاني في حضرة التمثيل كالعلم في صورةاللبن فذلك له و حينئذ تنال كشفا و إلا فلاتنال أبدا و لا يعلم من أين أخذتها النبوةهل تلقتها خبرا أو كشفا فإن كان خبرا فقدوقع التساوي و إن كان عن كشف فهو بحسب ماذكرناه وَ الله يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَيَهْدِي السَّبِيلَ‏

الباب الثالث و السبعون و مائة في معرفةمقام الشرك و هو التثنية


  • الشرك في الأسماء لا يجهل قالُوا وَ ما الرَّحْمنُ قلنا لهم لا فرق بين الله في كونه به من الأسماء في كل ما و الشرك محمود على بابه هو الوجود المحض لا يمتري و إنما المذموم منه الذي أثبته في عقدهالمبطل‏

  • عليه أهلالكشف قد عولوا هوالإله الحكم الأول‏ دل على الذات وما يسأل‏ يلفظه اللافظ أويعقل‏ عند الذي يعلمأو يجهل‏ فيه إمام حكمهفيصل‏ أثبته في عقدهالمبطل‏ أثبته في عقدهالمبطل‏

إن الله تعالى من حيث ذاته فهو الواحدالأحد

قال الله تعالى قُلِ ادْعُوا الله أَوِادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوافَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فاعلم إنالله تعالى من حيث ذاته فهو الواحد الأحد وقال وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏فَادْعُوهُ بِها فإذا دعوته عرفت من يجيبكو ما يجيبك هل يجيبك من حيث ذاته أو من حيثنسبة يطلبها ذلك الاسم ما هي عين الذات ولا يجيبك تعالى مع ارتفاع وجود تلك النسبةفإذا عرفت هذا عرفت أمورا كثيرة في عينواحدة لا تعقل الذات عند الدعاء بهذهالأسماء دون هذه النسب و لا تعقل النسب دونهذه الذات فإذا قلت يا عليم علمت إن معقولهخلاف معقول يا قدير و كذلك يا مريد و ياسميع و يا بصير و يا شكور و يا حي و يا قيومو يا غني إلى ما شئت من الأسماء الحسنىفهذه النسب و إن كثرت فالمسمى واحد والمنسوب إليه هذه النسب واحد فإذا لا تعقلالكثرة في هذا الواحد إلا هكذا فكل اسم قدشارك الاسم الآخر و غيره من الأسماءالإلهية في دلالته على الذات مع معقوليةحقيقة كل اسم إنها مغايرة لمعقولية غيرهمن الأسماء و تميز كل واحد منها عن صاحبه واشتراكهم في ذات المسمى و ليست هذهالأسماء لغير من تسمى بها فالأسماءالإلهية مترادفة من وجه متباينة من وجهمشتبهة من وجه فالمترادفة كالعالم والعلام و العليم و كالعظيم و الجبار والكبير و المشتبهة كالعليم و الخبير والمحصي و المتباينة كالقدير و الحي والسميع و المريد و الشكور و أما الضربالآخر من الشركة في إيجاد العالم فهوباستعداد الممكن لقبول تأثير القدرة فيهإذ المحال لا يقبل ذلك فما استقلت القدرةبالإيجاد دون استعداد الممكن و لا استقلاستعداد الممكن دون القدرة الإلهيةبالإيجاد و هذا سار في كل ممكن ثم اشتراكآخر خصوص في بعض الممكنات و هو إذا أرادإيجاد العرض فلا بد من الاقتدار الإلهي والإرادة الإلهية لتخصيص ذلك العرض المعينو لا بد من العلم به حتى يقصده بالتخصيص ولا بد من استعداد ذلك المراد لقبولالإيجاد و لا بد من وجود المحل لصحة إيجادذلك العرض إذ كان من حقيقته أنه لا يقومبنفسه فلا بد له من محل يقوم به و لا بدلذلك المحل أن يكون على استعداد يقبل وجودذلك العرض فيه و هذا كله ضرب من الشركة فيالفعل فهذا معنى الشركة و الكثرة المطلوبةفي الإلهيات في هذا الباب و لا يحتمل هذاالباب أكثر مما أومأنا إليه من هذه الأصولو تلخيص هذا الباب إن كل أمر يطلب القسمةفلا يصح‏