كراسي و منهم من أعد لهم درانك و الكليشهدون جليسهم من غير حديث من الطرفين
فلنذكر مجالس أهل الحديث و هي ثمانية وأربعون مجلسا و عند الترمذي الحكيم ستة وخمسون مجلسا لأن الترمذي يراعي من الإنسانحظ طبعه فيزيد اثني عشر مجلسا و هو الصحيحو من يقتصر منا في الإنسان على روحانيته منغير طبيعته فهي ستة و ثلاثون مجلسا فلهذاوقع الخلاف بيننا و بين العلماء من أهل هذهالمجالس فمنا من اعتبر ذلك و منا من لميعتبر و الأولى اعتبارها
فأما مجالس الجمع بين العبد و الرب فاربعةمجالس يعلم فيما يحادثه به الحق فيها كيفيخاطب الخلق من أجل الله و كيف يثني علىالحق تبارك و تعالى و يعلم معنى قولهبُورِكَ من في النَّارِ وَ من حَوْلَها ويحادثه فيها بمثل قوله كُلُوا مِمَّارَزَقَكُمُ الله حَلالًا طَيِّباً فيعرفمن أين طيب له و بما طيب له و بما طاب له ويعلم الاسم الآخر ما نسبته إلى الحق و ماحظ العبد منه و يعلم ما يقول كلما ورد علىملأ أعلى من روح و بشر في السموات و الأرض ويعلم شهادة التوحيد بالنسبة إلى الله وبالنسبة إلى الملائكة و بالنسبة إلىالعلماء من البشر الحاصلة لهم من بابالشهود لا من باب الفكر و يعلم منازل الرسلو من أين خصوا بما خصوا به و بما ذا يفضلبعضهم بعضا و بما ذا لا يفضل و من أي نسبةينسبون إلى الله و أشياء غير هذا محصورة
و أما مجالس الفصل فيحصل فيها ما يحصل فيهذه المجالس من طريق أخرى و ذوق آخر غيرأنه يختلف عليه الحال عند انتهاء المجالسةبمشاهدة أسماء إلهية لم يكن يعرفها قبلذلك أو بمشاهدة أسماء إلهية من حيث أعيانأكوان خاصة أو بمشاهدة أعيان أكوان خاصةمن غير ارتباط بأسماء إلهية و إن كانت فينفس الأمر مرتبطة بها و لكن يكون بينها وبين هذا العبد حجاب رقيق
و أما المجالس الأربعة التي بقيت ذاتالمراتب فسأذكر ما يكون فيها و في هذه الستالحضرات من الحديث في الفصل الثامن فيسؤاله ما حديثهم و نجواهم و هذه المجالسأيضا توجد في الحضرة الثانية و الرابعة وأما الحضرة الثالثة فمجالسها ستة مجالس وأما الحضرة الخامسة ففيها أربعة مجالس وأما الحضرة السادسة ففيها مجلسان و هذهكلها مجالس أهل الحديث لا مجالس الشهودإلا عند بعض العارفين فإنه قد تكون مجالسشهود متخيل من خلف حجاب الخيال
و أما الاثنا عشر مجلسا الذي لهم على مذهبالترمذي كما قررنا و هي تمام الثمانية والأربعين مجلسا فحديثهم فيها نذكره عندذكر الستة و الثلاثين مجلسا في الفصلالثامن إن شاء الله فإن ذلك الفصل سورته
قلنا في الجواب عدد أهل بدر أهل الحديثمنهم أربعون نفسا و ما بقي فلهم مجالسالشهود من غير حديث فإن الحديث للحضور معالمعنى الذي يعطيه الكلام لا مع المتكلمإلا أن يكون المتكلم بحيث يتخيله السامعفيجمع بين الحديث و الشهود و لكن ما هوالشهود المطلوب لأهل الأذواق فلا بد أنتكون أنت من حيث أنت للاستفادة عند الحديثو لكن يسمعه لا بعينك بل بظهوره فيك فمنكونك مظهر تسمع و من كونك عينا تكون مظهرافافهم
و قد أشار لسان الخبر الصدق إلى هذا العددبقوله من أخلص لله أربعين صباحا ظهرتينابيع الحكمة من قلبه على لسانه أي كان من الحديث بالله عن الله و الصباحظهور عين العبد مظهرا لا عينا و بطون عينهفي مظهره كبطون الليل عند وجود الصباح والأربعون إشارة إلى أعيان هؤلاء الأشخاصفهو عين ما قلنا إن أهل الحديث منهم أربعوننفسا
فبقي أهل المجالس من غير حديث مائتين وثلاثة و سبعين نفسا و هم تمام الثلاثمائة والثلاثة عشر فجلوسهم جلوس مشاهدةللاستفادة من حيث إن أعيانهم مظهر لبصرالحق فيرونه به و هم غيب في ذلك المظهر وتكون استفادتهم من ذلك التجلي استفادةأصحاب الرصد فتعطيهم الأرصاد العلوم منغير حديث لكنه حديث معنوي بدلالات ظاهرةتقوم تلك الدلالات مقام الخطاب بالحروف والإشارات في عالم الحروف و الإشاراتفالغرض الحاصل من هذه المجالس سواء كانتمجالس شهود أو حديث حصول علو ينتقش في عينهذا المظهر من نظر أو سماع و هؤلاء همالمعتنى بهم من أهل الله
قلنا في الجواب الأدب الإلهي إنه لا يجبعلى الله شيء بإيجاب موجب غير نفسه فإنأوجب هو على نفسه أمرا ما فهو الموجب والوجوب و الموجب عليه