فتوحات المکیة فی معرفة الأسرار المالکیة و الملکیة

ابی عبد الله محمد بن علی الحاتمی الطائی المعروف بابن عربی

جلد 2 -صفحه : 694/ 497
نمايش فراداده

سماء و أرض فإنها في السماء و الأرض معنى وصورة و هما في الناس معنى لا صورة و الجامعبين المعنى و الصورة أكبر في الدلالة ممنانفرد بأحدهما و لهذا قال وَ لكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فالحمدلله الذي جعلنا من القليل الذي يعلم ذلكفجمع الجبل بين الصورة و المعنى فهو أكبرمن جبل موسى المعنوي إذ هو نسخة من العالمكما هو كل إنسان فإذا كان الجامع بينالأمرين و هو الأقوى و الأحق باسم الجبلصار دكا عند التجلي فكيف يكون موسى حيثجبليته التي هي فيه معنى لا صورة و لماكانت الرؤية لا تصح إلا لمن يثبت لها إذاوقعت و الجبل موصوف بالثبوت في نفسه وبالإثبات لغيره إذ كان الجبل هو الذي يسكنميد الأرض و يقال فلان جبل من الجبال إذاكان يثبت عند الشدائد و الأمور العظامفلهذا أحاله على الجبل الذي من صفاتهالثبوت فإن ثبت الجبل إذا تجليت إليه فإنكستراني من حيث ما فيك من ثبوت الجبل‏

  • فرؤية الله لا تطاق فلو أطاق الشهود خلق فلم تكن رؤيتى شهودا و إنما ذلكانفهاق‏

  • فإنها كلها محاق‏ أطاقه الأرض والطباق‏ و إنما ذلكانفهاق‏ و إنما ذلكانفهاق‏

قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرأيت ربك قال نوراني أراه‏ و ذلك أن الكون ظلمة و النور هو الحقالمبين و النور و الظلمة لا يجتمعان كما لايجتمع الليل و النهار بل كل واحد منهمايغطي صاحبه و يظهر نفسه فمن رأى النهار لمير الليل و من رأى الليل لم ير النهارفالأمر ظاهر و باطن و هو الظاهر و الباطنفحق و خلق فإن شهدت خلقا لم تر حقا و إنشهدت حقا لم تر خلقا فلا تشهد خلقا و حقاأبدا لكن يشهد هذا في هذا و هذا في هذا شهودعلم لأنه غشاء و مغشي‏ «بسم الله الرحمن الرحيم»

«الباب العاشر و مائتان في المكاشفة»


  • إذا الحق أعطاك أسماءه بأن الأمانة محمولة فإن أنت أفهمت مقصوده بأحكامها فمتى ما دعي من أجل التصرف فيها و لم فإنك عبد و أسماؤه مقام الأمانة أوردها بما زادك الحال في أمرها فهذي مكاشفة ترتضي و صاحبها سيد قدعصم‏

  • فخذها أمانة منقد فهم‏ و حاملها جاهل قدظلم‏ فأنت المكاشففلتلتزم‏ بها فأجب أمره واحتشم‏ يكن ينبغي لك أنتحتكم‏ ربوبية عرضت فاحترم‏ إلى ربها أولا واعتصم‏ و حقق إشارتهاو اغتنم‏ و صاحبها سيد قدعصم‏ و صاحبها سيد قدعصم‏

المكاشفة تطلق بإزاء الأمانة بالفهم وتطلق بإزاء تحقيق زيادة الحال و تطلقبإزاء تحقيق الإشارة

اعلم أن المكاشفة عند القوم تطلق بإزاءالأمانة بالفهم و تطلق بإزاء تحقيق زيادةالحال و تطلق بإزاء تحقيق الإشارة اعلم أنالمكاشفة متعلقها المعاني و المشاهدةمتعلقها الذوات فالمشاهدة للمسمى والمكاشفة لحكم الأسماء و المكاشفة عندناأتم من المشاهدة إلا لو صحت مشاهدة ذاتالحق لكانت المشاهدة أتم و هي لا تصح فلذلكقلنا المكاشفة أتم لأنها ألطف فالمكاشفةتلطف الكثيف و المشاهدة تكثف اللطيف وبقولنا هذا تقول طائفة كبيرة من أهل اللهمثل أبي حامد و ابن فورك و المنذري و قالتطائفة بالنقيض و إنما قلنا إنها أتم لأنهما من أمر تشهده إلا و له حكم زائد على ماوقع عليه الشهود لا يدرك إلا بالكشف فإنأقيم لك ذلك الأمر في الشهود من حيث ذاتهصحب ذلك المشهود حكم و لا بد لا يدرك إلابالكشف هكذا أبدا فالمكاشفة إدراك معنويفهي مختصة بالمعاني و مثال ذلك إذا شاهدتمتحركا يطلب بالكشف محركه لأنه يعلم أن لهمحركا كشفا و لهذا يتعلق العلم بمعلومين ويتعلق البصر الذي هو للمشاهدة بمعلوم واحدفيدرك بالكشف ما لا يدرك بالشهود و يفصلالكشف ما هو مجمل في الشهود

المكاشفة على ثلاثة معان‏

فالمكاشفة كما قلنا على ثلاثة معان‏