هنا أنبياء الأولياء أهل النبوة العامةفيكون قد صرح بهذا القول إن الله قد أعطاهما لم يعطهم فإن الله قد جعلهم فاضلا ومفضولا فمثل هذا لا ينكر
الجواب بضع و سبعون جزءا على عدد شعبالايمان الذي يجب على الصديق التصديق بها
و ليست الصديقية إلا للاتباع و الأنبياءأصحاب الشرائع صديقون بخلاف أنبياءالأولياء الذين كانوا في الفترات و إنماكانت الأنبياء أصحاب الشرائع صديقين لأنأهل هذا المقام لا يأخذون التشريع إلا عنالروح الذي ينزل بها على قلوبهم و هو تنزيلخبري لا تنزيل علمي فلا يتلقونه إلا بصفةالايمان و لا يكشفونه إلا بنوره فهمصديقون للأرواح التي تنزل عليهم بذلك وكذلك كل من يتلقى عن الله ما يتلقاه من كونالحق في ذلك الإلقاء مخبرا فإنما يتلقاهمن جانب الايمان و نوره لا من التجلي فإنالتجلي ما يعطي الايمان بما يعطيه و إنمايعطي ذلك بنور العقل لا من حيث هو مؤمن
فأجزاء الصديقية على ما ذكرناه لا تنحصرفإنه ما يعلم ما يعطي الله في إخباراته لمنأخبرهم فأجزاء الصديقة المحصورة هو ماوردت به الأخبار الإلهية بأن اعتقاد ذلكالخبر قربة إلى الله على التعيين و هيمتعلقة بالاسم الصادق لا بد من ذلك فيتصورهنا من أصول طريق الله و أنه ما ثم إلا صادقفإنه ما ثم مخبر إلا الله فينبغي أن لايكذب بشيء من الأخبار
قلنا الصديق من لا يكذب بشيء من الأخبارإذا تلقى ذلك من الصادق و لكن الصديق إنكان من العلم بالله بحيث أن يعلم أنه ما ثممخبر إلا الله فيلزمه التصديق بكل خبر علىحسب ما أخبر به المخبر فإذا أخبر الصادقالحق بأن قوما كذبوا في أمر أخبروا به صدقالله في خبره أنهم كذبوا في كل ما أخبر بهأنهم كذبوا فيه و إن الكذب هي صفة بالنسبةإليهم لا بالنسبة إلى الخبر فإن الخبر إذانسبته إلى الصادق كان صدقا و إذا نسبته إلىالكاذب فيه كان كذبا و إذا نسبته إلىالكاذب لا فيه كان محتملا و الذي يرى أنالمخبر هو الله الصادق فإن ذلك الخبر فيذلك الحال هو صدق و المؤمن به صديق ثم أخبرالصادق الحق أن ذلك الخبر الذي نسبته إليبأنه صدق أنسبه إلى الذي ظهر على لسانهنسبة كذب فاعتقد أنه كذب فيعتقد فيه أنهبالنسبة إلى ذلك الشخص لكونه محلا لظهورعين هذا الخبر كذب لأن مدلوله العدم لاالوجود فالصدق أمر وجودي و الكذب أمرعدمي
و صورة الصدق في الكذب إن المخبر الكاذبما أخبر إلا بأمر وجودي صحيح العين فيتخيله إذ لو لم يتخيله لحصول المعنى عندهلما صح أن يخبر عنه بما أخبر فهو صادق فيخبره ذلك و المؤمن به صديق ثم أخبر الحق عنذلك الخبر أنه بالنسبة إلى الحس كذب و ماتعرض إلى الخيال كما لم يتعرض المخبر فيخبره ذلك إلى الحس و إنما السامع ليس له فيأول سماعه الأخبار إلا أول مرتبة و هي الحسثم بعد ذلك يرتقي في درجات القوي فاعتقدبعد هذا بأخبار الحق عنه أن ذلك كذب فيالحس إنه كذب في الحس أي ليس في الحس منهصورة من حيث الحكم الظاهر فهو صديق للخبرالحق فما للوجود كذب و لا في العدم صدق فإنالصدق أصله الصادق و هو الوجود المحض الذيلا نسبة للعدم إليه و الكذب هو العدم المحضالذي لا نسبة للوجود إليه و أما الكذبالنسبي بالنظر إلى الخيال يكون صدقا وبالنظر إلى الظاهر على شرط مخصوص يكونكذبا فالصديق يتعلق به من حيث نسبته إلى ماهو موجود به و العامة تتعلق به من حيث أنهلا وجود له في المرتبة التي يطلبها فيه منيكذبه فاعلم ذلك
فإن شئت قلت بعد هذا إن للصديقية أجزاءمنحصرة و إن شئت قلت لا تدخل تحت الجصرأجزاؤها و إن أردت بأجزاء الصديقية الصفةالتي بها تحصل الصديقية للصديق فهذا سؤالآخر يمكن أن يسأل عنه فالجواب عن مثل هذاالوجه أن من أجزائها سلامة العقل و الفكرالصحيح و الخيال الصحيح و الايمان بصدقالمخبر و إن أحاله العقل الذي ليس بسليمعند أهل هذه الصفة و القول باستحالاتالإمكان في الأعيان الممكنات بالنظر إلىما تقتضيه ذات الواجب الوجود لذاته أو إلىسبق العلم منه عند من يقول بذلك فإذا كانبهذه المثابة حصلت له الصديقية و يكون هذاالمجموع أجزاءها لأنها ليست بزائدة علىعين المجموع و هذا هو النور الأخضر
الجواب نور أخضر بين نورين يحصل بذلكالنور شهود عين ما جاء به المخبر من خلفحجاب الغيب بنور الكرم
و ذلك أن اسم الله المؤمن الذي تسمى اللهلنا به في كتابه من حيث هو