منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 180
نمايش فراداده

لما عصوا و خالفوا استحقوا هذا الخذلانعقوبة لهم على معصيتهم، فيريدون الدفاع عنقتالهم مع ما حكم اللّه بضلالهم و خذلانهم.

و قال الجبائي: المعنى و من يعاقبه اللّهعلى معاصيه فلن تجد له طريقا الى الجنة وطعن على الاول من قول البغداديين أنالمراد به التسمية و الحكم، فان قال لوأراد ذلك لقال من ضلل اللّه، و هذا ليسبشي‏ء، لأنهم يقولون أكفرته و كفرته وأكرمته و كرمته إذا سميته بالكفر أوالكرم، قال الكميت:


  • و طائفة قد أكفروني بحبهم و طائفة قالوامسي‏ء و مذنب «1»

  • و طائفة قالوامسي‏ء و مذنب «1» و طائفة قالوامسي‏ء و مذنب «1»

و يحتمل أن يكون المراد وجدهم ضلالا، كماقال الشاعر:


  • هبونى امرأ منكم أضل بعيره‏

    هبونى امرأ منكم أضل بعيره‏

أي: وجده ضالا، ثم يقال لهم: أليس اللّهقال «وَ يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْيُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً» «2» أ ترىأن الشيطان يخلق فيهم الضلالة؟ بل انماأراد يدعوهم اليها، و لا خلاف أن اللّهتعالى لا يدعو الى الضلالة.

و يقوي قول من قال: المراد به التسمية قوله«أَ تُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْأَضَلَّ اللَّهُ» و انما أراد أن يسموهممهتدين، لأنهم كانوا يزعمون أنهم مؤمنون،فحينئذ رد اللّه عليهم فقال: لا تختلفوا فيهؤلاء و قولوا بأجمعهم انهم منافقون، و لميكونوا يدعونهم الى الايمان فخالفهمأصحابهم، فعلم أن الصحيح ما قلناه.

فصل: قوله «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْيَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأًفَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ» الاية:92.

قال ابن عباس و الشعبي و ابراهيم و الحسن وقتادة: الرقبة المؤمنة لا تكون الا بالغةقد آمنت و صامت وصلت. فأما الطفل فانه لايجزئ و لا الكافرة. و قال عطاء:

(1) خزانة الأدب 4/ 236.

(2) سورة النساء: 59.