منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 1 -صفحه : 394/ 56
نمايش فراداده

فصل: قوله «لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌأَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْفَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍفَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِالْحَرامِ» الاية: 198.

الجناح هو: الحرج في الدين، و هو الميل عنالطريق المستقيم.

و قوله «فَإِذا أَفَضْتُمْ» يعني: دفعتممن عرفة الى مزدلفة عن اجتماع، كفيضالإناء عن امتلائه، تقول: فاض الماء يفيضفيضا: إذا انصب عن امتلاء.

و المشعر هو معلم المتعبد، و المشعرالحرام هو المزدلفة، و هو جمع بلا خلاف، وسميت عرفات عرفات لان ابراهيم (عليهالسلام) عرفها بما تقدم له من النعت لها والوصف، على ما روي عن علي (عليه السلام) وابن عباس، و قال عطاء و السدي: و قد روي ذلكفي أخبارنا انها سميت بذلك، لان آدم و حواءاجتمعا فيه، فتعارفا بعد أن كانا افترقا.

فصل: قوله «ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُأَفاضَ النَّاسُ» الاية: 199.

قيل: في هذه الاية قولان:

أحدهما: قال ابن عباس و عائشة و عطاء ومجاهد و الحسن و قتادة و السدي و الربيع، وهو المروي عن أبي جعفر: انه أمر لقريش وحلفائهم، لأنهم كانوا لا يقفون مع الناسبعرفة و لا يفيضون منها، و يقولون: نحن أهلحرم اللّه لا نخرج عنه، فكانوا يقفون بجمعو يفيضون منه دون عرفة، فأمرهم اللّه أنيفيضوا من عرفة بعد الوقوف بها.

و الثاني: قال الضحاك و الجبائي و حكاهالمبرد لكنه اختار الاول: انه خطاب لجميعالحاج أن يفيضوا من حيث أفاض ابراهيم (عليهالسلام) من مزدلفة، و الاول اجماع. و هذاشاذ، و ليس لاحد أن يقول على الوجه الاخر:كيف يقال لإبراهيم وحده الناس؟ و ذلك أنهذا جائز، كما قال «الَّذِينَ قالَ لَهُمُالنَّاسُ» «1» و انما كان‏

(1) سورة آل عمران: 172.