لاهلكه بردها، و لم يكن هناك أمر علىالحقيقة. و المعنى أنه فعل ذلك كما قال«كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ» «1» أي:صيرهم كذلك من غير أن أمرهم بذلك.
فصل: قوله «وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْناصالِحِينَ» الاية: 72.
معنى «نافِلَةً» عطية زائدة على ما تقدممن النعمة، في قول مجاهد و عطاء.
و النفل النفع الذي يجب الحمد مما زاد علىحد الواجب، و منه صلاة النافلة، أي: فضلاعلى الفريضة.
و قوله «وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ»يحتمل أمرين:
أحدهما: أنه جعلها بالتسمية على وجه المدحبالصلاح، أي: سميناهم صالحين.
و الثاني: انا فعلنا بهم من اللطف الذيصلحوا به.
و قوله «وَ إِقامَ الصَّلاةِ» أي: و بأنيقيموا الصلاة بحدودها، و انما قال «وَإِقامَ الصَّلاةِ» بلا هاء، لان الاضافةعوض الهاء.
فصل: قوله «وَ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إِذْيَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْفِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّالِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ» الاية: 78.
و قال الزهري: الهمل بالنهار. و الحرث الذيحكما فيه.
قال قتادة: هو زرع وقعت فيه الغنم ليلافأكلته.
و قيل: كرم قد نبتت عنا قيده، في قول ابنمسعود و شريح.
و قيل: ان داود كان يحكم بالغنم لصاحبالكرم، فقال سليمان غير هذا يا نبي اللّه،قال: و ما ذاك؟ قال: يدفع الكرم الى صاحبالغنم، فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم الى صاحب الكرم، فيصيب منهاحتى إذا عاد الكرم
(1) سورة البقرة: 65.