منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قال قوم: هو ميزان ذو كفتين توزن بها صحفالاعمال. و قال بعضهم:يكون في احدى الكفتين نور و في الاخرىظلمة، فأيهما رجح علم به مقدار ما يستحقه ويكون الوجه «1» في ذلك ما فيه من اللطف والمصلحة في دار الدنيا.فصل: قوله «قالَ بَلْ فَعَلَهُكَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْكانُوا يَنْطِقُونَ» الاية: 63.انما جاز أن يقول «بَلْ فَعَلَهُكَبِيرُهُمْ هذا» و ما فعل شيئا لاحدأمرين:أحدهما: أنه قيده بقوله «إِنْ كانُوايَنْطِقُونَ» فقد فعله كبيرهم، و قوله«فَسْئَلُوهُمْ» اعتراض بين الكلامين كمايقول القائل: عليه الدراهم فاسأله ان أقر.الثاني: انه خرج مخرج الخبر و ليس بخبر، وانما هو الزام يدل على تلك الحال، كأنهقال: بل ما ينكرون فعله كبيرهم هذا، والإلزام تارة يأتي بلفظ السؤال، و تارةبلفظ الامر، كقوله «فَأْتُوا بِسُورَةٍمِثْلِهِ» «2» و تارة بلفظ الخبر، و المعنىفيه أنه من اعتقد كذا لزمه كذا.و لا يجوز على الأنبياء القبائح، و لايجوز عليهم التعمية في الاخبار، و لاالتقية في أخبارهم، لأنه يؤدي الى التشكيكفي أخبارهم، فلا يجوز ذلك عليهم على وجه.فأما ما روي عن النبي (عليه السلام) أنهقال: لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات كلهافي اللّه. فانه خبر لا أصل له، لان الكذبيشكك في اخبار الكاذب، و لو حسن الكذب علىوجه كما يتوهم بعض الجهال لجاز من القديمذلك.فصل: قوله «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ» الاية: 69.قيل: فيه قولان:أحدهما: أنه تعالى أحدث فيها بردا بدلا منشدة الحرارة التي فيها فلم تؤذه.و الثاني: أنه تعالى حال بينها و بين جسمهفلم تصل اليه، و لو لم يقل و سلاما