فصل: قوله «يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُكُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ»الاية: 2.قال الفراء و الكوفيون: يجوز أن يقال: مرضعبلا هاء، لان ذلك لا يكون في الرجال فهومثل حائض و طامث.و قال الزجاج و غيره من البصريين: إذاأجريته على الفعل قلت أرضعت فهي مرضعة،فإذا قالوا مرضع، فالمعنى انها ذات رضاع. وقيل: في قولهم حائض و طامث معناه انها ذاتحيض و طمث.و قال قوم: إذا قلت مرضعة، فانه يراد بهاأم الصبي المرضع، و إذا أسقطت الهاء فانهيراد بها المرأة التي معها صبي مرضعةلغيرها.و المعنى: ان الزلزلة شيء عظيم في يومترون فيها الزلزلة على وجه «تَذْهَلُكُلُّ مُرْضِعَةٍ» أي: يشغلها عن ولدهااشتغالا بنفسها و ما يلحقها من الخوف.و قال الحسن: تذهل المرضعة عن ولدها لغيرفطام و تضع الحامل لغير تمام.فصل: قوله «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْكُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِفَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّمِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّمِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِمُخَلَّقَةٍ» الاية: 5.قال الحسن: المعنى خلقنا آدم من تراب الذيهو أصلكم و أنتم نسله. و قال قوم: أراد بهجميع الخلق، لأنه أراد به خلقهم من نطفة، والنطفة يجعلها اللّه من