سورة الطلاق - منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
فبين اللّه تعالى أن في هذا «1» من هو عدولكم في الدين فاحذروهم فيه.فصل: قوله «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُواوَ أَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ» الآيات: 16- 17.كل ما يأمر اللّه به فلا بد أن يكون مشروطابالاستطاعة، فان كانت الاستطاعة غيرباقية على مذهب من يقول بذلك، فالأمر بمايفعل في الثالث و ما بعده مشروط بأن يفعلله استطاعة قبل الفعل بوقت، و الا لا يكونمأمورا بالفعل.و ان كانت باقية، فالأمر على صفةالاستطاعة، لأنه لا يصح الشرط بالموجودلان الشرط يحدث، فليس يخلو من أن يكون علىشريطة وقوع القدرة، أو على صفة وجودالقدرة.و قال قتادة: قوله «فَاتَّقُوا اللَّهَمَا اسْتَطَعْتُمْ» ناسخ لقوله «اتَّقُوااللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ» «2» كأنه يذهبالى أن فيه رخصة كحال التقية و ما جرىمجراها مما يعظم فيه المشقة و ان كانت معهالقدرة على الحقيقة.و قال غيره: ليس بناسخ و انما هو مبين لامكان العمل بها، و هو الصحيح لان تقديره:اتقوا اللّه حق تقاته فيما استطعتم.قوله «إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاًحَسَناً» فالقرض أخذ قطعة من المال بتمليكالأخذ له على رد مثله، و أصله القطع من قرضالشيء يقرضه قرضا إذا قطع منه قطعة و ذكرالقرض في صفة اللّه تلطفا في الاستدعاءالى الإنفاق في سبيل، فهو كالقرض في مثلهمع أضعافه.سورة الطلاق
فصل: قوله «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذاطَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّلِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ