«وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍجَدَلًا» أي: خصومة.
و الجدل شدة الفتل عن المذهب بطريقالحجاج، و أصله الشدة، و منه الأجدل الصقرلشدته، و سير مجدول شديد الفتل.و قوله «وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْيُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْتَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ»معناه: ما منعهم من الايمان بعد مجيءالدلالة أن يستغفروا ربهم على ما سبق منمعاصيهم أن تأتيهم سنة الأولين في مجيءالعذاب من حيث لا يشعرون، أو مقابلة من حيثيرون، و انما هم بامتناعهم من الايمانبمنزلة من يطلب هذا حتى يؤمن كرها، لأنهملا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.فصل: قوله «وَ تِلْكَ الْقُرىأَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً»الاية: 59.من ضم الميم و فتح اللام و هو الاختيار،فلان المصدر من أفعل، و المكان يجيء علىمفعل، كقوله «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَصِدْقٍ» «1» كذلك أهلكه اللّه مهلكا.و كل فعل كان على فعل يفعل مثل ضرب يضربفالمصدر مضرب بالفتح،(1) سورة الاسراء: 80.