سورة الدخان - منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
انما لم يجز على اللّه تعالى الولد، لأنهلا يخلو أن يضاف اليه الولد حقيقة أومجازا، و حقيقة أن يكون مخلوقا من مائه أومولودا على فراشه، و ذلك يستحيل عليهتعالى. و مجازه أن يضاف اليه على وجهالتبني، و انما يجوز ذلك في من يجوز عليهحقيقته، أ لا ترى أنه لا يقال: تبنى شابشيخا لما لم يمكن أن يكون له ولدا لهحقيقة، و ان جاز أن يضاف الى شيخ شاب أنهتبناه لما كانت حقيقته مقدرة فيه.
و انما جاز أن يقال: روح اللّه، و لم يجز أنيقال: ولد اللّه، لان روح اللّه بمعنى ملكاللّه للروح، و انما أضيف اليه تشريفا، وان كانت الأرواح كلها للّه، بمعنى أنهمالك لها و لا تعارف مثل ذلك في الولد.
ثم قال «وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِإِلهٌ» أي: تحق له العبادة في السماء و تحقله العبادة في الأرض. و انما كرر لفظ«إِلهٌ» في قوله «وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ»لاحد أمرين:
أحدهما: للتأكيد ليتمكن المعنى في النفسلعظمه في باب الحق.
الثاني: أن المعنى هو في السماء اله يجبعلى الملائكة عبادته، و في الأرض اله يجبعلى الآدميين عبادته.
و قوله «تَبارَكَ» هو مأخوذ من الثبوت، ومعناه جل الثابت الذي لم يزل و لا يزال. وقيل: معناه جل الذي عمت بركة ذكره.
سورة الدخان
فصل: قوله «رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما إِنْكُنْتُمْ مُوقِنِينَ» الاية: 7.
يجوز أن يكون المراد ان كنتم موقنين، أي:ان كنتم ممن يطلب اليقين فهذا طريقه، واليقين ثلج الصدر بالعلم، و هو حال يجدهالإنسان من نفسه عند