و قوله «أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْتَقُومَ مِنْ مَقامِكَ» أي: من مجلسك الذيتقضي فيه، في قول قتادة.«وَ إِنِّي عَلَيْهِ» يعني: على الإتيانبه في هذه المدة.«لَقَوِيٌّ أَمِينٌ» و في الاية دلالةعلى بطلان قول من يقول القدرة مع الفعل،لأنه أخبر أنه قوي عليه و لم يجئ بعدبالعرش. و قال ابن عباس: أمين على فرجالمرأة.فقال عند ذلك «الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌمِنَ الْكِتابِ» قال ابن عباس و قتادة: هورجل من الانس كان عنده علم اسم اللّهالأعظم الذي إذا دعى به أجاب.و قيل: هو «يا الهنا و اله كل شيء يا ذاالجلال و الإكرام».و قال الجبائي: الذي عنده علم من الكتابسليمان (عليه السلام) قال ذلك للعفريتليريه نعمة اللّه عليه. و المشهور عندالمفسرين الاول.و قوله «أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْيَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ» قيل: فيمعناه قولان:أحدهما: قال مجاهد: ان ذلك على وجهالمبالغة في السرعة.الثاني: قال قتادة معناه قبل أن يرجع اليكما يراه طرفك.و قيل: قبل أن يرجع اليك طرفك خاسئا إذافتحتها و أدمت فتحها.و قال قوم: يجوز أن يكون اللّه أعدمه ثمأوجده في الثاني بلا فصل بدعاء الذي عندهعلم من الكتاب.