و المخافتة بأن يسمع نفسه. - منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و قوله «مسحورا» حكاية عما قال فرعونلموسى: اني لا ظنك يا موسى معطى علم السحر،فهذه العجائب التي تفعلها من سحرك، و قديجوز أن يكون المراد اني لا ظنك يا موسىساحرا، فوضع المفعول موضع فاعل.
فصل: قوله «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوافَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَ لاتَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْبِها» الاية: 110.
معناه: بأي أسمائه تعالى تدعون ربكم به، وانما تدعون واحدا، فله الأسماء الحسنى، وانما أمره بذلك لان مشركي قومه لما سمعواالنبي (عليه السلام) يدعو اللّه تارة بأنهاللّه، و تارة بأنه الرحمن، فظنوا أنهيدعو الهين، حتى قال بعضهم: الرحمن رجلباليمامة، فأنزل اللّه هذه الاية احتجاجالنبيه بذلك و أنه شيء واحد، و ان اختلفتأسماؤه و صفاته، و به قال ابن عباس و مكحولو مجاهد و غيرهم.
و قوله «أَيًّا ما» يحتمل أن يكون صلة،كقوله «عَمَّا قَلِيلٍ» «1» و يحتمل أنيكون بمعنى «أي» كررت لاختلاف لفظهما، كماقالوا: ما رأينا كالليلة لليلة.
و قوله «وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لاتُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَسَبِيلًا» نهي من اللّه تعالى عن الجهرالعظيم في حال الصلاة، و عن المخافتةالشديدة، و أمر بأن يتخذ بين ذلك طريقا.وحد أصحابنا الجهر فيما يجب الجهر فيه بأنيسمع غيره.
و المخافتة بأن يسمع نفسه.
ثم قال تعالى لنبيه محمد (صلّى الله عليهوآله وسلّم): قل يا محمد «الْحَمْدُلِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً»و ليس لاحد أن يقول: كيف يحمد اللّه على أنلم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك، و الحمدانما يستحق على فعل له صفة التفضل.
و ذلك أن الحمد في الاية ليس هو على أن لميفعل ذلك، و انما هو حمد على أفعالهالمحمودة، و وجه الى من هذه صفته لا من أجلأن ذلك صفته، كما