سورة التين - منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
و انما وصفت ذنوب الأنبياء بهذا الثقل معأنها صغار مكفرة لشدة اغتمامهم بها وتحسرهم على وقوعها مع ندمهم عليها.و هذان التأويلان لا يصحان على مذهبنا،لان الأنبياء (عليهم السلام) لا يفعلونشيئا من القبائح لا قبل النبوة و لا بعدها،لا صغيرة و لا كبيرة. فإذا ثبت هذا فمعنىالاية هو:ان اللّه تعالى لما بعث نبيه و أوحى اليه وانتشر أمره و ظهر حكمه «1» كان يلقي من كفارقومه، و تتبعهم لأصحابه بأذاهم له، وتعرضهم إياهم ما كان يغمه و يسوءه و يضيقبه صدره و يثقل عليه، فأزال اللّه ذلك بأنأعلى كلمته و أظهر دعوته و قهر عدوه.فان قيل: السورة مكية و كان ما ذكرتموه بعدالهجرة.قيل: ليس يمتنع أن يكون اللّه أخبره بأنذلك سيكون فيما بعد ليبشره به و يسليه عماهو عليه، فجاء بلفظ الماضي و أرادالاستقبال، كما قال «وَ نادى أَصْحابُالْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ» «2» و كماقال «وَ نادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِعَلَيْنا رَبُّكَ» «3» و الوزر الثقل فياللغة.و قوله «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» قالابن عباس: معناه فإذا فرغت من فرضك فانصبالى ما رغبك اللّه فيه من العمل.و قال قتادة: معناه فإذا فرغت من صلاتكفانصب الى ربك في الدعاء.و قال مجاهد: معناه فإذا فرغت من أمر دنياكفانصب الى عبادة ربك.و معنى «فانصب» فاتعب، يقال ناله هم ناصبأي ذو نصب.سورة التين
قوله تعالى «وَ التِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَ طُورِ سِينِينَ. وَ هذَاالْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا