فصل: قوله «سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِيالسَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَكَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْدِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ» الآيات:1- 5.قوله «لِأَوَّلِ الْحَشْرِ» قال قوم: أولالحشر هو حشر اليهود من بني النضير الى أرضالشام، و ثاني الحشر حشر الناس يومالقيامة الى أرض الشام أيضا.و قال البلخي: يريد أول الجلاء، لان بنيالنضير أول من أجلى من أرض العرب. و الحشرجمع الناس من كل ناحية، و منه الحاشر الذييجمع الناس الى ديوان الخراج.قوله «يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْبِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِيالْمُؤْمِنِينَ» معناه: انهم كانوايهدمون بيوتهم بأيديهم من داخل ليهربوا ويخرب المؤمنون من خارج، على ما ذكره الحسن.ثم قال «فَاعْتَبِرُوا يا أُولِيالْأَبْصارِ» معناه: اتعظوا و فكروا فلاتغفلوا كما فعل هؤلاء، فيحل بكم ما حل بهم.و الحصون جمع حصن، و هو البناء العاليالمنيع.و من استدل بهذه الاية على صحة القياس فيالشريعة فقد أبعد، لان الاعتبار ليس منالقياس في شيء، و انما معناه الاتعاظ علىما بيناه، و لا يليق بهذا الموضع قياسالشرع، لأنه لو قال بعد قوله «يُخْرِبُونَبُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَ أَيْدِيالْمُؤْمِنِينَ»