منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 123
نمايش فراداده

انما عوتب على ذلك، لأنه خرج مغاضبا لهمقبل أن يؤذن له، فقال قوم: كانت خطيئة منجهة تأويله أنه يجوز له ذلك، و قد قلنا: انهكان مندوبا الى المقام، فلم يكن ذلكمحظورا و انما كان ترك الاولى.

قوله «فَنادى‏ فِي الظُّلُماتِ» قيل:انها ظلمة الليل و ظلمة البحر و ظلمة بطنالحوت، على ما قاله ابن عباس و قتادة.

و قوله «إِنِّي كُنْتُ مِنَالظَّالِمِينَ» أي: كنت من الباخسين نفسيثوابها لو أقمت، لأنه كان مندوبا اليه، ومن قال بجواز الصغائر على الأنبياء، قال:كان ذلك صغيرة نقصت ثوابه.

فأما الظلم الذي هو كبيرة، فلا يجوزهاعليهم الا الحشوية الجهال الذين لا يعرفونمقادير الأنبياء الذين وصفهم اللّه بأنهاصطفاهم و اختارهم.

فصل: قوله «وَ الَّتِي أَحْصَنَتْفَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِناوَ جَعَلْناها وَ ابْنَها آيَةًلِلْعالَمِينَ» الاية: 91.

الإحصان إحراز الشي‏ء من الفساد، فمريمأحصنت فرجها بمنعه من الفساد، فأثنى اللّهعليها و رزقها ولدا عظيم الشأن.

و قوله «فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا»معناه أجرينا فيها روح المسيح، كما يجريالهواء بالنفخ، و أضاف الروح الى نفسهتعالى على وجه الملك تشريفا له فيالاختصاص بالذكر.

و قيل: ان اللّه تعالى أمر جبرئيل بنفخالروح في فرجها و خلق المسيح في رحمها.

و قوله «وَ جَعَلْناها وَ ابْنَها آيَةًلِلْعالَمِينَ» معناه انا جعلنا مريم وابنها عيسى آية للعالمين. و انما قال«آيَةً» و لم يثن، لأنه في موضع دلالةلهما، فلا يحتاج أن يثني.