وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ» الاية: 19- 20.
قيل: في معناه قولان:
أحدهما- قال ابن زيد: أنت من الجاحدينلنعمتنا.
الثاني: قال السدي: أراد كنت على ديننا هذاالذي تعيبه كافرا باللّه. و قال الحسن: وأنت من الكافرين بي انى إلهك. و قيل: منالكافرين لحق تربيتي.
فقال له موسى في الجواب عن ذلك«فَعَلْتُها» يعني قتل القبطي «و أنا منالضالين» قال قوم: يعني من الضالين أيالجاهلين بأنها تبلغ القتل.
و قال الجبائي: و أنا من الضالين عن العلمبأن ذلك يؤدي الى قتله.
و قال قوم: معناه و أنا من الضالين عن طريقالصواب لاني ما تعمدته، و انما وقع منيخطأ، كما يرمي انسان طائرا فيصيب إنسانا.
فصل: قوله «وَ تِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهاعَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِيإِسْرائِيلَ» الاية: 22.
قيل: في معناه ثلاثة أقوال:
أحدها: ان اتخاذك بني إسرائيل عبيدا قدأحبط ذلك و ان كانت نعمة علي.
الثاني: انك لما ظلمت بني إسرائيل و لمتظلمني اعتددت بها نعمة علي.
الثالث: انه لا يوثق بأنها نعمة منك معظلمك بني إسرائيل في تعبيدهم و في كل ذلكدلالة و حجة عليه و تقريع له.
فصل: قوله «فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَثُعْبانٌ مُبِينٌ. وَ نَزَعَ يَدَهُفَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ»الاية: 32- 36.
وصفه تعالى للعصى هاهنا بأنه صار مثلالثعبان لا ينافي قوله «كَأَنَّهاجَانٌّ» من وجوه:
أحدها: أنه تعالى لم يقل فإذا هي جان كماوصفها بأنها ثعبان، و انما يشبهها