منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 183
نمايش فراداده

عباس. و أصل الصعر داء يأخذ الإبل فيأعناقها حتى تلتفت أعناقها، فتشبه بهالرجل المتكبر على الناس، قال الشاعر و هوالفرزدق:


  • و كنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له منمثله فتقوما

  • أقمنا له منمثله فتقوما أقمنا له منمثله فتقوما

«وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً» أي:مختالا متكبرا.

«إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّمُخْتالٍ» فالاختيال مشية البطر. و قالمجاهد: المختال المتكبر، و الفخر ذكرالمناقب للتطاول بها على السامع، يقال:فخر يفخر فخرا و فاخره مفاخرة ثم أخبر«إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُالْحَمِيرِ» قال الفراء: معناه ان أشدالأصوات. و قال غيره: أقبح الأصوات، في قولمجاهد.

فصل: قوله «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَتَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِاللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّفِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍشَكُورٍ» الاية: 31.

معناه: أ لم تعلم أن الفلك و هي السفن تجريفي البحر بنعمة اللّه عليكم ليريكم بعضأدلته الدالة على وحدانيته.

و وجه الدلالة في ذلك: أن اللّه تعالى يجريالفلك بالرياح التي يرسلها في الوجوه التيتريدون المسير فيها.

و لو اجتمع جميع الخلق أن يجروا الفلك فيبعض الجهات مخالفا لجهة الرياح لما قدرواعليه، و في ذلك أعظم دلالة على أن المجريلها بالرياح هو القادر الذي لا يعجزهشي‏ء، و ذلك بعض أدلته التي تدل علىوحدانيته.

قوله «فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ» قال قتادة:يعني منهم مقتصد في قوله مضمر لكفره. و قالالحسن: المقتصد المؤمن.

و قوله «وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّاكُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ» فالختار الغداربعهده أقبح الغدر و هو صاحب ختل و ختر، أيغدر، و قال عمرو بن معدي كرب:


  • فإنك لو رأيت أبا عميرة ملات يديك منغدر و ختر

  • ملات يديك منغدر و ختر ملات يديك منغدر و ختر