منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 195
نمايش فراداده

ثم قال «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُلِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَالْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»روى أبو سعيد الخدري و أنس بن مالك و عائشةو أم سلمة و واثلة بن الأسقع أن الاية نزلتفي النبي (عليه السلام) و علي و فاطمة والحسن و الحسين (عليهم السلام).

و استدل أصحابنا بهذه الاية على أن فيجملة أهل البيت معصوما لا يجوز عليهالغلط، و أن إجماعهم لا يكون الا صوابا،بأن قالوا: ليس يخلو ارادة اللّه لاذهابالرجس عن أهل البيت من أن يكون هو ما أرادمنهم من فعل الطاعات و اجتناب المعاصي، أويكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأن فعللهم لطفا اختاروا عنده الامتناع منالقبائح.

و الاول لا يجوز أن يكون مرادا، لان هذهالارادة حاصلة مع جميع المكلفين فلااختصاص لأهل البيت في ذلك، و لا خلاف أناللّه تعالى خص بهذه الاية أهل البيت بأمرلم يشركهم فيه غيره، فكيف يحمل على ما يبطلهذا التخصيص، و يخرج الاية من أن يكون لهمفيها فضيلة و مزية على غيرهم.

على أن لفظة «انما» تجرى مجرى ليس، و قددللنا على ذلك فيما تقدم، و حكيناه عنجماعة من أهل اللغة كالزجاج و غيره.

فيكون تلخيص الكلام ليس يريد اللّه اذهابالرجس على هذا الحد الا عن أهل البيت، فدلذلك على أن اذهاب الرجس قد حصل فيهم. و ذلكيدل على عصمتهم، و إذا ثبت عصمتهم ثبت ماأردناه.

و قال عكرمة: هي أزواج النبي خاصة. و هذاغلط، لأنه لو كانت الاية فيهن خاصة لكنىعنهن بكناية المؤنث، كما فعل في جميع ماتقدم من الآيات، نحو قوله «وَ قَرْنَ فِيبُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَتَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتِينَ الزَّكاةَوَ أَطِعْنَ اللَّهَ» فذكر جميع ذلكبكناية المؤنث، فكان يجب أن يقول: انمايريد اللّه ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن. فلما كنى بكناية المذكر دل على أنالنساء لا مدخل‏