منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 21
نمايش فراداده

إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْمُتَحَيِّزاً إِلى‏ فِئَةٍ فَقَدْ باءَبِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ» «1» و ارادةالمعصية و العزم عليها معصية بلا خلاف.

و قال قوم: العزم على الكبير كبير، و علىالكفر كفر، و لا يجوز أن يكون اللّه ولي منعزم على الفرار عن نصرة نبيه (عليهالسلام)، و يقوى ذلك قول كعب بن زهير:


  • فكم فيهم من سيد متوسع و من فاعلللخيران هم أو عزم‏

  • و من فاعلللخيران هم أو عزم‏ و من فاعلللخيران هم أو عزم‏

ففرق بين الهم و العزم، و ظاهر التفرقةيقتضي اختلاف المعنى، و منها المقاربةيقولون: هم بكذا و كذا، أي: كاد يفعله، قالذو الرمة:


  • أفول لمسعود بجرعاء مالك و قد هم دمعيأن تلج «2» أوائله‏

  • و قد هم دمعيأن تلج «2» أوائله‏ و قد هم دمعيأن تلج «2» أوائله‏

و الدمع لا يجوز عليه العزم، و انما أرادكاد و قارب، و على هذا قوله «جِداراًيُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ» «3» أي: كاد.

و منها الشهوة و ميل الطباع، يقول القائلفيما يشتهيه و يميل طبعه و نفسه اليه: هذامن همي، و هذا أهم الأشياء الي.

و روي هذا التأويل في الاية عن الحسن فقال:أما همها فكان أخبث الهم.

و أما همه فما طبع عليه الرجال من شهوةالنساء.

و إذا احتمل الهم هذه الوجوه، نفينا عنه(عليه السلام) العزم على القبيح، و أجزناباقي الوجوه لان كل واحد منها يليق بحاله.

و يمكن أن يحمل الهم في الاية على العزم، ويكون المعنى: و هم بضربها و دفعها عن نفسه،كما يقول القائل: كنت هممت بفلان، أي: بأنأوقع به ضربا أو مكروها.

(1) سورة الانفال: 16.

(2) في التبيان: تسيح.

(3) سورة الكهف: 78.