منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 208
نمايش فراداده

و قال ابن عباس: الذين أورثهم اللّهالكتاب هم أمة محمد ورثهم اللّه كل كتابأنزله، فظالمهم يغفر له، و مقتصدهميحاسبهم حسابا يسيرا، و سابقهم يدخلونالجنة بغير حساب، و به قال ابن مسعود و كعبالأحبار. و معنى الإرث انتهاء الحكم اليهم.

سورة يس‏

فصل: قوله «لِتُنْذِرَ قَوْماً ماأُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ»الآيات: 6- 8.

معناه: أنه أنزل القرآن ليخوف به من معاصياللّه قوما لم ينذر آباؤهم. قيل:

أراد به قريشا أنذروا بنبوة محمد.

و قيل: في معناه قولان:

أحدهما: قال عكرمة: معناه لتنذر قوما مثلالذي أنذر آباؤهم.

الثاني: قال قتادة: معناه لتنذر قوما لمتنذر آباؤهم قبلهم، يعني في زمان الفترةبين عيسى و محمد (عليهما السلام) «فَهُمْغافِلُونَ» عما تضمنه القرآن و عما أنذراللّه به من نزول العذاب.

و مثل الغفلة السهو، و هو ذهاب المعنى عنالنفس، و مثله النسيان، و هو ذهاب الشي‏ءعن النفس بعد حضوره فيها.

و قوله «فَهُمْ مُقْمَحُونَ» فالمقمحالغاض بصره بعد رفع رأسه.

و قيل: هو المقنع، و هو الذي يجذب ذقنه حتىيصير في صدره ثم يرفع و القمح من هذا رفعالشي‏ء الى الفم، و البعير القامح هو الذيإذا أورد الماء في الشتاء رفع رأسه و شالبه نصبا لشدة البرد، قال الشاعر:


  • و نحن على جوانبها قعود نغض الطرفكالإبل القماح «1»

  • نغض الطرفكالإبل القماح «1» نغض الطرفكالإبل القماح «1»

(1) اللسان «قمح».