قبل: في معنى قوله «يَغْفِرُ اللَّهُلَكُمْ» قولان:
أحدهما: أنه دعا لهم بالمغفرة، و يكونالوقف عند قوله «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُالْيَوْمَ» ثم ابتدأ فقال «يَغْفِرُاللَّهُ» و قد وقف بعضهم عند قوله«عَلَيْكُمُ» و الاول أجود.
الثاني: لما كان ظلمهم له معلقا بإحلالهإياهم منه حسن هذا القول، لان اللّه هوالأخذ له بحقه الا أن يصفح.
فصل: قوله «يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَناذُنُوبَنا» الاية: 97.
أي: سل اللّه أن يستر علينا ذنوبنا لايعاقبنا عليها و متى قيل: كيف سألوهالاستغفار مع أنهم كانوا تابوا، و التوبةتسقط العقاب.
قلنا: أما على مذهبنا فان التوبة لا تسقطالعقاب وجوبا، و انما يسقطه اللّه تعالىعندها تفضلا.
و أما على مذهب مخالفينا، فإنهم سألوه ذلكلأجل المظلمة المتعلقة بصفح المظلوم وسؤال صاحبه أن لا يأخذ بظلمه.
فصل: قوله «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلىيُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ»الاية: 99.
يعني: أباه يعقوب و أمه، فثني على لفظ الأبتغليبا للذكر على الأنثى، و لم يثن على لفظالامام، كما غلب المفرد على المضاف فيقولهم: سنة العمرين، و مثله قوله «و ورثهأبواه» «1» يعني أباه و أمه.
فصل: قوله «ذلِكَ مِنْ أَنْباءِالْغَيْبِ نُوحِيهِ» الاية: 102.
الغيب: ذهاب الشيء عن الحس، و منه«عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ» «2»أي:
عالم بما غاب عن الحواس و بما حضرها.
(1) سورة النساء: 11. (2) سورة الانعام: 73 و غيرها.