منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 264
نمايش فراداده

ففرقوا بينهما و ان كان اللسان واحدا.

و قوله «وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً»البور الفاسد. و قال مجاهد: البورالهالكون.

فصل: قوله «قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَالْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى‏ قَوْمٍأُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْأَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوايُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْمِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباًأَلِيماً» الآيات: 16- 20.

يقول اللّه تعالى لنبيه قل لهؤلاءالمخلفين الذين تخلفوا عنك من الخروج الىالحديبية «سَتُدْعَوْنَ» فيما بعد«إِلى‏ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍتُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ» و قالابن عباس: أولوا البأس الشديد أهل فارس. وقال ابن أبي ليلى و الحسن: هم الروم.

و قال سعيد بن جبير و عكرمة و قتادة: همهوازن بحنين.

و قال الزهري: هم بنو حنيفة مع مسيلمةالكذاب و كانوا بهذه الصفة.

و استدل جماعة من المخالفين بهذه الايةعلى امامة أبي بكر من حيث أن أبا بكر دعاهمالى قتال بني حنيفة، و عمر دعاهم الى قتالفارس و الروم، و كانوا قد حرموا القتال معالنبي (عليه السلام)، بدليل قوله «لَنْتَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَ لَنْتُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا».

و هذا الذي ذكروه غير صحيح من وجهين:

أحدهما: أنه غلط في التاريخ و وقت نزولالاية.

و الثاني: أنه غلط في التأويل، و نحن نبينفساد ذلك أجمع، و لنا في الكلام في تأويلالاية و جهان:

أحدهما: أن ينازع في اقتضائها داعيا يدعوهؤلاء المخلفين غير النبي و يبين أنالداعي لهم فيما بعد كان النبي (عليهالسلام)، على ما حكيناه عن قتادة و سعيد بنجبير