منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 288
نمايش فراداده

و ينتفع به فيما لا ينتفع به الأنثى، ولهذا لم يبعث اللّه نبيا من الإناث.

و قوله «تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى‏»أي: تلك قسمة فاسدة غير جائزة، بأن تجعلوالأنفسكم الأفضل و لربكم الأدون، و لو كانممن يجوز عليه الولد لما اختار الأدون علىالأفضل، كما قال «لَوْ أَرادَ اللَّهُأَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى‏مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ» «1» فهذا علىتقدير الجواز لا على صحة الجواز. و الضيزىالجائرة الفاسدة.

فصل: قوله «وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِيالسَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْشَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْيَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى‏» الآيات: 26- 30.

لا ينافي ذلك ما نذهب اليه من ان النبي(عليه السلام) و الائمة و المؤمنين يشفعونفي كثير من أصحاب المعاصي، فيسقط عقابهملمكان شفاعتهم، لان هؤلاء عندنا لا يشفعونالا بإذن من اللّه و رضاه، و مع ذلك يجوز أنيشفعوا فيه، فالزجر واقع موقعه.

ثم أخبر تعالى «إِنَّ الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» أي: لا يصدقونبالبعث و لا بالثواب و لا بالعقاب«لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَالْأُنْثى‏» قال الحسن: كانوا يسمونالملائكة بنات اللّه.

ثم قال «وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ»أي: ما لهم بما يقولونه و يسمونه من علم،أي:

ليسوا عالمين بذلك «إِنْ يَتَّبِعُونَإِلَّا الظَّنَّ» أي: ليسوا «2» يتبعون فيقولهم ذلك الا الظن الذي يجوز أن يخطئ ويصيب و ليس معهم شي‏ء من العلم.

و قوله «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَالْحَقِّ شَيْئاً» معناه: ان الظن لا يغنيمن العلم، لأنه لا بد من علم بحسن الفعلحتى يجوز أن يفعل، و ان كان الظن في بعضالأشياء

(1) سورة الزمر: 4.

(2) في التبيان: ليس.