منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 298
نمايش فراداده

غيره، بدلالة قوله «وَ قِفُوهُمْإِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» «1».

و قال قتادة: تكون المسألة قبل ثم يختم علىالأفواه عند الحجة «2» فتنطق الجوارح.

و قيل: ان معناه ان يومئذ لا يسأل عن ذنبهانس و لا جان، ليعرف المذنب من المؤمنالمخلص، لان اللّه تعالى جعل عليهم علامةكسواد الوجوه و قبح الخلق، و لم يدخل فيذلك سؤال المحاسبة للتوبيخ و التقريع،لأنه تعالى قال «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْمَسْؤُلُونَ».

و قيل: يجوز أن يكون المراد لا يسأل أحد منانس و لا جان عن ذنب غيره، و انما قيل هيسؤال توبيخ عن فعل نفسه.

و قوله «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَبِسِيماهُمْ» معناه: ان اللّه تعالى يجعلللكفار و العصاة علامات تعرفهم بهاالملائكة، فالسيماء العلامة، و منه قوله«سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِالسُّجُودِ» «3» و هو مشتق من السوم، و هورفع الثمن عن مقداره.

و قوله «فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ» فالناصية شعر مقدم الرأس، ومنه ناصية الفرس و أصله الاتصال، من قولالشاعر:

قي يناصيها بلاد قي‏

فصل: قوله «وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِجَنَّتانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُماتُكَذِّبانِ.

ذَواتا أَفْنانٍ» الآيات: 46- 55.

المعنى: لمن خاف المقام الذي يقفه فيه ربهللمسألة عما عمل فيما يجب عليه المقامالموضع الذي يصلح للقيام فيه. و بضم الميمالموضع الذي يصلح للاقامة فيه.

(1) سورة الصافات: 24.

(2) في التبيان: الجحد.

(3) سورة الفتح: 29.