و ثالثها: قال الحسن و مجاهد: انه كان لغيررشدة و ولد على فراشه، فسأل نوح علىالظاهر، فأعلمه اللّه باطن الامر، فنفاهمنه على ما علمه، فيكون على هذا هو نفسهعملا «1» غير صالح، كما يقولون الشعر زهير.
و هذا الوجه ضعيف، لان في ذلك طعنا علىالنبي، و اضافة ما لا يليق به اليه.
و المعتمد الاول.
و قال ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط، وكانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانتتنسبه الى الجنون و الخيانة من امرأة لوطأنها كانت تدل على أضيافه. و روي عن علي(عليه السلام) أنه قرأ «و نادى نوح ابنها»نسبه الى المرأة، و أنه كان ربيبه.
و روي عن محمد بن علي بن الحسين (عليهمالسلام) و عروة بن الزبير أنهما قرءا «ونادى نوح ابنه» بفتح الهاء و ترك الالفكراهية ما يخالف المصحف، و أراد أن ينسباهالى المرأة و ان لم يكن ابنه لصلبه.
الوعظ: الزجر عن القبيح بما يدعو الىالجهل على وجه الترغيب و الترهيب و الصحيحأن الجهل قبيح على كل حال.
و قال الرماني: انما يكون قبيحا إذا وقع عنتعمد، فأما إذا وقع غلطا أو سهوا، لم يكنقبيحا و لا حسنا.
و هذا ليس بصحيح، لان استحقاق الذم عليهيشرط بالعمد، فأما قبحه فلا كما نقوله فيالظلم سواء.
فصل: قوله «قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُبِكَ» الاية: 47.
العياذة: طلب النجاة بما يمنع من الشر،يقال: عاذ يعوذ عوذا و عياذا فهو عائذباللّه. و العياذ: الاعتصام بما يمنع منالشر.
فصل: قوله «يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ»الاية: 48.
(1) في التبيان: عمل.