منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 39
نمايش فراداده

عبادتها، و دعاء الأنبياء لا يكون الامستجابا، فعلى هذا يكون سؤاله أن يجنبنبيه عبادة الأصنام، مخصوصا بمن علم اللّهمن حاله أنه يكون مؤمنا لا يعبد الا اللّه.

و قوله «رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَكَثِيراً مِنَ النَّاسِ» اخبار منابراهيم أن هذه الأصنام ضل كثير من الناسبها حتى عبدوها، فكأنها أضلتهم، كما يقولالقائل: فتنتني فلانة أي: افتتنت بها، قالالشاعر:

هبوني امرأ منكم أضل بعيره‏

يعني: ضل بعيره عنه، لان أحدا لا يضل بعيرهعنه قاصدا الى ضلاله.

فصل: قوله «رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُمِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِيزَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ»الاية: 37.

الوادي سفح الجبل العظيم، و من ذلك قيلللأنهار العظام: أودية، لان حافاتهاكالجبال لها، و منه الدية لأنه مال عظيميحمل في أمر عظيم من قتل النفس المحرمة.

و الزرع كل نبات ينغرس من غير ساق، و جمعهزروع «عند بيتك المحرم» معناه: حرم فيه ماأحل في غيره من البيوت من الجماع، والملابسة بشي‏ء من الدم و النجاسة.

و انما أضاف البيت الى اللّه لأنه مالكهمن غير أن يملكه أحد سواه، لان ما عداه قدملك غيره من العباد، و سماه بيتا قبل أنيبنيه ابراهيم لامرين:

أحدهما: أنه لما كان المعلوم أنه يبنيه،فسماه بما يكون بيتا.

و الثاني: قيل: انه كان البيت قبل ذلك وانما خربته طسم و اندرس. و قيل:

انه رفع أيام «1» الطوفان الى السماء.

(1) في التبيان: عند.