قوله «فِيهِ تُسِيمُونَ» أي: ترعون، يقال:أسمت الإبل إذا رعيتها و قد سامت تسوم فهيسائمة إذا رعت، و أصل السوم الابعاد فيالمرعى، و السوم في البيع الارتفاع فيالثمن.
فصل: قوله «وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَوَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَوَ النُّجُومُ» الاية: 12.
و وجه تسخير الشمس و القمر و الليل والنهار، أن الليل و النهار انما يكونبطلوع الشمس و غروبها، فما بين غروب الشمسالى طلوع الفجر و هو [غياب] ضوء الشمس فهوليل، و ما بين طلوع الفجر الى غروب الشمسفهو نهار، فاللّه تعالى سخر الشمس على هذاالتقدير لا تختلف لمنافع خلقه و مصالحهم،و ليستبدلوا بذلك على أن المسخر لذلك والمقدر له حكيم.
و الذرء اظهار الشيء بإيجاده، ذرأهيذرؤه ذرءا و ذرأة و فطره و أنشأه نظائر وملح ذرءاني ظاهر البياض.
فصل: قوله «أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لايَخْلُقُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ» الاية: 17.
تعلق بهذه الاية المجبرة فقالوا: أعلمنااللّه تعالى أن أحدا لا يخلق، لأنه خلافالخالق، و أنه لو كان خالق غيره لوجب أنيكون مثله و نظيره.
و هذا باطل، لان الخلق في حقيقة اللغة هوالتقدير و الإتقان في الصنعة و فعل الشيءلا على وجه السهو و المجازفة.
بدلالة قوله «وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً»«1» و قوله «وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَالطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ» «2» وقوله «أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» «3»فأعلمنا أن غيره يكون خالقا لأنه لو لميستحق اسم
(1) سورة العنكبوت: 17. (2) سورة المائدة: 113. (3) سورة المؤمنون: 14.