منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 50
نمايش فراداده

قوله «فِيهِ تُسِيمُونَ» أي: ترعون، يقال:أسمت الإبل إذا رعيتها و قد سامت تسوم فهيسائمة إذا رعت، و أصل السوم الابعاد فيالمرعى، و السوم في البيع الارتفاع فيالثمن.

فصل: قوله «وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَوَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَوَ النُّجُومُ» الاية: 12.

و وجه تسخير الشمس و القمر و الليل والنهار، أن الليل و النهار انما يكونبطلوع الشمس و غروبها، فما بين غروب الشمسالى طلوع الفجر و هو [غياب‏] ضوء الشمس فهوليل، و ما بين طلوع الفجر الى غروب الشمسفهو نهار، فاللّه تعالى سخر الشمس على هذاالتقدير لا تختلف لمنافع خلقه و مصالحهم،و ليستبدلوا بذلك على أن المسخر لذلك والمقدر له حكيم.

و الذرء اظهار الشي‏ء بإيجاده، ذرأهيذرؤه ذرءا و ذرأة و فطره و أنشأه نظائر وملح ذرءاني ظاهر البياض.

فصل: قوله «أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لايَخْلُقُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ» الاية: 17.

تعلق بهذه الاية المجبرة فقالوا: أعلمنااللّه تعالى أن أحدا لا يخلق، لأنه خلافالخالق، و أنه لو كان خالق غيره لوجب أنيكون مثله و نظيره.

و هذا باطل، لان الخلق في حقيقة اللغة هوالتقدير و الإتقان في الصنعة و فعل الشي‏ءلا على وجه السهو و المجازفة.

بدلالة قوله «وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً»«1» و قوله «وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَالطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ» «2» وقوله «أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» «3»فأعلمنا أن غيره يكون خالقا لأنه لو لميستحق اسم‏

(1) سورة العنكبوت: 17.

(2) سورة المائدة: 113.

(3) سورة المؤمنون: 14.