منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 62
نمايش فراداده

معنى «طائِرَهُ» قال ابن عباس و مجاهد وقتادة: عمله من خير أو شر، كالطائر الذييجي‏ء من ذات اليمين فيتبرك به، و الطائرالذي يجي‏ء من ذات الشمال فيتشأم به وطائره عمله، و الزام اللّه طائره في عنقهالحكم عليه بما يستحقه من ثواب أو عقاب.

ثم قال «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَأُخْرى‏» أي: لا يأخذ أحدا بذنب غيره. والوزر الإثم.

و قوله «وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَحَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا» اخبار مناللّه أنه لا يعاقب أحدا على معاصيه حتىيستظهر عليه بالحجة و إنفاذ الرسل.

و ليس في ذلك دلالة على أنه لو لم يبعثرسولا لم يحسن منه أن يعاقب إذا ارتكبالقبائح العقلية، اللهم الا أن يفرض أن فيبعثة الرسل لطفا، فانه لا يحسن من اللّه معذلك أن يعاقب أحدا الا بعد أن يعرفه ما هولطف له و مصلحة لتزاح علته.

و قيل: معناه «وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ»بعذاب الاستيصال و الإهلاك في الدنيا حتىنبعث رسولا. و في الاية دلالة على بطلانقول المجبرة، من أن اللّه تعالى يعذبأطفال الكفار بكفر آبائهم، لأنه بين أنهلا يأخذ أحدا بجرم غيره.

فصل: قوله «وَ إِذا أَرَدْنا أَنْنُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيهافَفَسَقُوا فِيها» الاية: 16.

ذكر في هذه الاية وجوه أربعة:

أحدها: أن مجرد الإهلاك لا يدل على أنه حسنأو قبيح، بل يمكن و قرعه على كل واحد منالامرين، فإذا كان واقعا على وجه الظلمكان قبيحا، و إذا كان واقعا على وجهالاستحقاق، أو على وجه الامتحان كان حسنا،فتعلق الارادة به لا يقتضي تعلقها علىالوجه القبيح، و إذا علمنا أن القديم لايفعل القبيح علمنا أن ارادته للاهلاك علىالوجه الحسن.

و قوله «أَمَرْنا مُتْرَفِيها» المأموربه محذوف، و ليس يجب أن يكون المأمور