منتخب من تفسیر القرآن و النکت المستخرجة من کتاب التبیان

ابن إدریس محمد ین أحمد العجلی الحلی

جلد 2 -صفحه : 392/ 80
نمايش فراداده

قوله «وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْمَوْبِقاً».

قال ابن عباس: أي مهلكا، و به قال قتادة والضحاك و ابن زيد، و هو من أو بقتة ذنوبه،أي: أهلكته. و قال أنس بن مالك: و هو واد فيجهنم من قيح و دم.

«فَظَنُّوا» أي: علموا «أَنَّهُمْمُواقِعُوها وَ لَمْ يَجِدُوا» عن دخولهامعدلا و لا مصرفا، لان معارفهم ضرورية.فالظن هاهنا بمعنى العلم، و قد يكون الظنغير العلم، و هو ما قوي عند الظان كونالمظنون على ما ظنه، مع تجويزه أن يكون علىخلافه.

«وَ كانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْ‏ءٍجَدَلًا» أي: خصومة.

و الجدل شدة الفتل عن المذهب بطريقالحجاج، و أصله الشدة، و منه الأجدل الصقرلشدته، و سير مجدول شديد الفتل.

و قوله «وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْيُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى‏ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْتَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ»معناه: ما منعهم من الايمان بعد مجي‏ءالدلالة أن يستغفروا ربهم على ما سبق منمعاصيهم أن تأتيهم سنة الأولين في مجي‏ءالعذاب من حيث لا يشعرون، أو مقابلة من حيثيرون، و انما هم بامتناعهم من الايمانبمنزلة من يطلب هذا حتى يؤمن كرها، لأنهملا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم.

فصل: قوله «وَ تِلْكَ الْقُرى‏أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً»الاية: 59.

من ضم الميم و فتح اللام و هو الاختيار،فلان المصدر من أفعل، و المكان يجي‏ء علىمفعل، كقوله «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَصِدْقٍ» «1» كذلك أهلكه اللّه مهلكا.

و كل فعل كان على فعل يفعل مثل ضرب يضربفالمصدر مضرب بالفتح،

(1) سورة الاسراء: 80.