منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 109
نمايش فراداده

فشربوا و ارتوا، فقال رافع: ما سلكتها قطإلا مع أبي و أنا غلام، فقال بعض المسلمينفي ذلك ارتجازا:


  • للَّه در خالد أنى اهتدى خمسا إذا ما ساره الجيش بكى ما سارهاقبلك إنسان أرى‏

  • في زمن قراقرإلى سوى‏ ما سارهاقبلك إنسان أرى‏ ما سارهاقبلك إنسان أرى‏

عند الصباح يحمد القوم السري‏

قال: فأغار خالد على ناس من ثعلب و بهرا وعلى غسان‏.

فصل [حديث الفراض‏]

ثم قصد الفراض، فحميت الروم و اغتاظت واستعانوا بمن يليهم من مشايخ أهل فارس، واستمدوا تغلبا و إيادا و النمر فأمدوهم،ثم ناهدوا خالدا حتى إذا صار الفراض (1)بينهم، قالوا: إما أن تعبروا إلينا و إماأن نعبر إليكم، قال خالد: بل اعبروا إلينا،قالوا:

فتنحوا حتى نعبر، فقال خالد: لا نفعل و لكناعبروا أسفل منا، و ذلك للنصف من ذي القعدةسنة اثنتي عشرة، فقالت الروم و فارس بعضهملبعض: احتسبوا ملككم، هذا رجل يقاتل عندين، و الله لينصرن و لنخذلن، فعبروا،فقالت الروم: امتازوا حتى نعرف الحسن والقبيح من أينا يجي‏ء، ففعلوا فقاتلواقتالا طويلا، ثم هزمهم الله، و قال خالدللمسلمين: ألحّوا عليهم [و لا ترفهواعنهم‏] (2). فقتل يوم الفرار مائة ألف، وأقام هناك بعد الوقعة عشرا، ثم أذن فيالقفول إلى الحيرة لخمس بقين من ذيالقعدة، و أمر عاصم بن عمرو أن يسير بهم، وأمر شجرة بن الأغر أن يسوقهم، و أظهر خالدأنه في الساقة.

(1) في الأصل: «الفراة»، و التصحيح منالطبري.

(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.