جفنة من خمر و هم عكوف يقولون له: و من يشربهذه الساعة، فقال: اشربوا شرب وداع، فماأرى أن تشربوا خمرا بعدها، هذا خالد[بالعين] (1) و جنوده [بحصيد] (2)، فسبق إليهبعض الخيل، فضربوا رأسه، فإذا هو فيجفنته، و أخذنا بناته و قتلنا بنيه.
[الثّنيّ و الزّميل]
(3) ثم خرج خالد من المصيخ، فبدأ بالثني،فبيت أهله و سبى، و بعث بخمس الله إلى أبيبكر، فاشترى علي بن أبي طالب رضي الله عنهالصهباء ابنة ربيعة بن بجير، فاتخذهافولدت له عمرو و رقية.و كان خالد قد بعث بالمثنى إلى العراق،فأغار على سوق فيها جمع لقضاعة، و هي مكانبغداد اليوم و طعن خالد في البر، و أراد أنيمضي من قراقر إلى سواء، و هما ماءان لكلب،فخاف الضلال، فدلوه على رافع بن عمروالطائي، و كان هاديا، فقال لخالد: إنالراكب المنفرد ليخاف على نفسه في هذهالمفازة، و ما يسلكها إلا مغرور، و أنت معكأثقال، فقال: لا بد أن أسلكها، فقال رافع:من استطاع منكم أن يصير أذن راحلته على ماءفليفعل، ثم قال: ابغني عشرين جزورا عظاماسمانا، فأتى بها فأظمأهن حتى أجهدهن عطشا،ثم سقاهن من الماء حتى أرواهن، ثم قطعمشافرهن، ثم جمعهن حتى لا يحترزن فيفسدالماء في أجوافهن، ثم قال لخالد: سر، فسارفكلما نزلوا نحر من تلك الجزور أربعا فأخذما في بطونهن من الماء فسقاه الخيل و شربالناس مما تزودوا، حتى إذا كان صبيحةاليوم السادس نحر الجزر كلها قال خالدلرافع: ويحك ما عندك؟ قال: أدركت الري إنشاء الله.
و كان رافع يومئذ أرمد، فقال: انظروا، هلترون شجر عوسج على ظهر الطريق؟
قالوا: لا، قال: انا للَّه و إنا إليهراجعون، قد و الله إذن هلكت و أهلكت، لاأبا لكم انظروا، فما زوال يطلبونها حتىرأوها، فقال: التمسوا قربها ماء، فنظروافوجدوا عينا
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وأوردناه من الطبري.
(3) تاريخ الطبري 3/ 382.