و فيها وقعة قنسرين (1)
بعث أبو عبيدة خالدا إلى قنسرين، فزحف لهمالروم و عليهم ميناس، و هو أعظم الروم [بعدهرقل] (2)، فالتقوا فاقتتلوا فقتل ميناس ومن معه و لم يبق منهم أحد، و تحصن أهلقنسرين، ثم ذكروا ما جرى لأهل حمص فصالحوهعلى صلح حمص، فأبى إلا على إخراب المدينة،فأخربها، ثم ان هرقل خرج نحو القسطنطينيةفي هذه السنة على قول ابن إسحاق (3).و قال سيف (4): إنما كان خروجه سنة ست عشرة.
و قد سبق أن هرقل سأل عن المسلمين، فقال لهرجل: هم فرسان بالنهار، و رهبان بالليل،فقال: إن كنت صدقتني فليرثن ما تحت قدميهاتين.
و قال هرقل: عليك السلام أيها البلاد،سلاما لا اجتماع بعده. و مضى حتى نزلقسطنطينية.
و في هذه السنة ولي معاوية قيسارية و حربأهلها.
و فيها أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنهعمرو بن العاص مناجزة صاحب إيليا
قال علماء السير (5): لما انصرف أبو عبيدة وخالد بن الوليد إلى حمص نزل عمرو و شرحبيلعلى أهل بيسان فافتتحاها و صالحه أهلالأردن، فاجتمع عسكر الروم بأجنادين وبيسان و غزة، و كتبوا إلى عمر بتفرقهم فكتبإلى يزيد: كن في ظهورهم،(1) تاريخ الطبري 3/ 601.
(2) ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، و ط،و أوردناه من أ.
(3) تاريخ الطبري 3/ 602.
(4) تاريخ الطبري 3/ 602.
(5) تاريخ الطبري 3/ 605.