ذكر ما هيج أمر القادسية
(1) اجتمع أهل فارس إلى رستم و الفيرزان،فقالوا: قد وهنتما أهل فارس، و أطمعتمافيهم عدوهم، و ما بعد بغداد و ساباط وتكريت إلا المدائن، و الله لتجتمعان أولنبدأنّ بكما قبل أن يشمت بنا شامت. فقال رستم و الفيروزان لبوران بنت كسرى:اكتبي لنا نساء كسرى و سراريه، و نساء آلكسرى و سراريهم. ففعلت، فأرسلوا في طلبهن،فاجتمعن فسألوهن عن ذكر من أبناء كسرى،فلم يوجد عندهن، فقال بعضهن: لم يبق إلاغلام يدعى يزدجرد من ولد شهريار بن كسرى، وأمه من أهل بادوريا. و كانت في أيام شيريحين قتل الذكور، دلّته في زبيل (2) إلىأخواله، فجاءوا به فملكوه و هو ابن إحدى وعشرين [سنة]، و اطمأنت فارس و استوثقت،فكتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه، فكتب عمرإلى عمال العرب و ذلك في ذي الحجة سنة ثلاثعشرة مخرجه إلى الحج، أن لا تدعوا أحدا لهسلاح أو فرس أو نجدة أو رأي إلا انتخبتموه،ثم وجهتم إليّ، و العجل العجل. و حج بالناس (3) عامئذ عبد الرحمن بن عوف، وكان عامل عمر في هذه السنة على مكة عتاب بنأسيد، و على الطائف عثمان بن أبي العاص، وعلى اليمن يعلى بن أمية، و على عمان واليمامة حذيفة بن محصن، و على البحرينالعلاء بن الحضرميّ، و على الشام أبوعبيدة، و على فرج الكوفة و ما فتح من أرضهاالمثنى بن حارثة، و كان على القضاء علي بنأبي طالب.(1) تاريخ الطبري 3/ 477. (2) الزبيل: الحراب أو الوعاء. (3) تاريخ الطبري 3/ 479.