الرحمن الرحيم، حم تنزيل الكتاب من اللهالعزيز العليم غافر الذنب و قابل التوبشديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليهالمصير. أما بعد، فقد بلغني قولك:
لعل أمير المؤمنين يسوؤه
تنادمنا فيالجوسق المتهدم
تنادمنا فيالجوسق المتهدم
تنادمنا فيالجوسق المتهدم
أظن ذلك و لكن لا تعمل لي على عمل أبدا.
ذكر ورعه و زهده و خوفه
[أخبرنا محمد بن الحسين، و إسماعيل بنأحمد، قالا: أخبرنا ابن النقور، أخبرناالمخلص، أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال:حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شعيب،حدّثنا سيف عن أشياخه] (1)، قالوا:
نزل ملك الروم القرو، و كاتب عمر رضي اللهعنه و قاربه و سأله عن كلمة يجتمع فيهاالعلم كله، فكتب إليه: أحب للناس ما تحبلنفسك، [و اكره لهم ما تكره لها تجمع لكالحكمة كلها] و بعث إليه بقارورة، قوال:املأ لي هذه القارورة من كل شيء فملأهاماء.
و بعث أم كلثوم بنت علي إلى ملكة الرومبطيب و أحفاش من أحفاش النساء، و دسته إلىالبريد فأبلغه لها، فجمعت امرأة هرقلنساءها و قالت: هذه هدية امرأة ملك العرب،و بنت نبيهم، فكاتبيها و كافئيها، و أهدتلها فيما أهدت عقدا فاخرا، فلما جاء بهالبريد أمره عمر بإمساكه، و دعا بالصلاةجامعة، فصلى بهم ركعتين، و قال: إنه لا خيرفي أمر أبرم من غير شورى، فقولوا لي فيهدية أهدتها أم كلثوم لامرأة ملك الروم،فقال قائلون: هو لها، و قال آخرون: قد كنانهدي لنستثيب، فقال: و لكن الرسول رسولالمسلمين و البريد بريدهم، و المسلمونعظموها في صدرها، فأمر بردها في بيتالمال، ورد عليها بقدر نفقتها.
[أخبرنا محمد بن أبي طاهر، أخبرناالجوهري، أخبرنا ابن حيويه، أخبرنا ابن
(1) ما بين المعقوفتين: من أ، و الأصل: «روىالمؤلف بإسناده عن أشياخ سيف».