عيينة، ثم بعث بهما إلى أبي بكر، و مضىطليحة و أصحابه إلى الشام فأصابهم فيطريقهم عطش شديد، فقالوا: يا عامر، هلكناعطشا فما بقي من كهانتك، فقال لرجل منهم:يا محراق اركب فرسا و يبالا، ثم شن عليهإقبالا، فإنك سترى فارات طوالا، ثم تجدعندها حلالا.
فركب مخراق فرأى الفارات و عندها عين،فشربوا و سقوا دوابهم، ثم مضى إلى الشام،فلما علم من هناك من المسلمين بطليحةأخذوه فأوثقوه ثم وجهوا به إلى أبي بكر،فتوفي أبو بكر و طليحة في الطريق، فقدم بهعلى عمر فأسلم و حسن إسلامه.
[ذكر قصة البطاح]
(1) فلما فرغ خالد من أسد و غطفان و هوازنسار إلى البطاح و عليها مالك بن نويرة فلميجد هناك أحدا، و وجد مالكا قد فرقهم فيأموالهم و نهاهم عن الاجتماع، و ذلك حينتردد على مالك أمره، فبث خالد السرايا وأمرهم أن يأتوه بكل من لم يجب، فإن امتنعقتلوه.و كان مما أوصى به أبو بكر: إذا نزلتمفأذنوا و أقيموا، فإن أذن القوم و أقاموافكفوا عنهم، و إلا فالغارة، و إن أجابواإلى الإسلام فسائلوهم، فإن أقروا بالزكاةفاقبلوا منهم، و إن أبوا فالغارة، فجاءتالخيل إلى خالد بمالك بن نويرة في نفر منبني ثعلبة بن يربوع، فاختلف أصحاب خالدفيهم، فشهد أبو قتادة بن ربعي الأنصاريعند خالد أنهم قد أذنوا و أقاموا وصلوا.
و قال بعض الناس: لم نسمع منهم آذانا و لارأيناهم صلوا. فراجع مالك خالدا في كلام،فقال فيه مالك: قد كان صاحبكم يقول ذلك-يعني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم-فقال خالد: يا عدو الله و ما تعده لك صاحبا،فضرب عنقه و قتل أصحابه، و كانت له امرأة
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
و راجع تاريخ الطبري 3/ 276، و الأغاني 15/ 229-302.