الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار وعليك بالرفق». و روى الإمام أحمد [فيالمسند] (1)، قال: ان معاذ بن جبل لما بعثهرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلىاليمن خرج معه رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم يوصيه و معاذ راكب و رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم يمشي تحتراحلته، فلما فرغ،: قال: «يا معاذ إنك عسىألا تلقاني بعد عامي هذا و لعلك تمر بمسجديهذا و قبري، فبكى معاذ خشعا لفراق رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم التفت وأقبل بوجهه نحو المدينة، فقال: «إن أولىالناس بي المتقون من كانوا و حيث كانوا». وروي عن عبيد بن صخر، قال: أمر رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم عمال اليمنجميعا، فقال:
تعاهدوا الناس بالتذكرة و اتبعوا الموعظةفإنّها أقوى للعاملين على العمل بما يحبالله.
و فيها كتب رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان يدعوهإلى الإسلام
فأسلم و كتب بإسلامه إلى رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم و أهدى له هدية ثم لميزل مسلما حتى كان في زمن عمر بن الخطابرضي الله عنه فارتد. قال المؤلف: سنذكرقصته عند ذكر موته في سنة ثلاث و خمسين منالهجرة.و فيها بعث رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي كلاعبن باكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبعفأسلم
و أسلمت امرأته ضريبة بنت ابرهة (2) بنالصباح، و اسم ذي الكلاع سميفع بن حوشب.
[أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أنبأنا علي بنأحمد بن السري، عن أبي عبد الله بن بطة،حدّثنا أبو بكر الأنباري، أخبرنا أبوالحسن بن البراء، قال: حدّثني أبو
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(2) في الأصل: «فأسر، و أسلمت أمه ضريبة بنتإبراهيم»، و ما أوردناه من أ، و الطبري.