منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 152
نمايش فراداده

أخبرنا ابن حيويه، قال: أخبرنا ابن معروف،قال: أخبرنا ابن الفهم، قال: حدّثنا محمدبن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال:حدّثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بنأبي عون الدوسيّ‏] (1)، قال:

كان الطفيل الدوسيّ رجلا شريفا شاعراكثير الضيافة، فقدم مكة، فلقيه رجال منقريش، فقالوا: إنك قدمت بلادنا و هذا الرجلالّذي بين أظهرنا قد أعضل بنا و فرقجماعتنا و شتت أمرنا، و إنما قوله كالسحريفرق بين الرجل و بين أبيه [و بين أخيه‏](2)، و بين الرجل و زوجته، و إنا نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا منه، فلا [تكلمهو لا] (3) تسمع منه. قال: فو الله ما زالوا بيحتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا و لا أكلمه،فغدوت إلى المسجد و قد حشوت أذني قطنا (4)،[فرقا من أن يبلغني شي‏ء من قوله‏] (5)،فكان يقال لي: ذو القطنتين.

[قال: فغدوت يوما إلى المسجد] (6)، فإذا رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائم يصلي[عند الكعبة] (7)، فقمت قريبا منه فسمعت بعضقوله، فقتل في نفسي: و اثكل أمي، و الله إنيلرجل لبيب شاعر ما يخفى عليّ الحسن منالقبيح، فما يمنعي من أن أسمع من هذا[الرجل‏] (8)، فإن كان حسنا قبلته، و إن كانقبيحا تركته.

فمكثت حتى انصرف إلى بيته، فدخلت معه،فقلت: إن قومك قالوا لي كذا و كذا، فاعرضعليّ أمرك، فعرض عليّ الإسلام، و تلاالقرآن، فقلت: لا و الله ما سمعت قولا قطأحسن من هذا و لا أعدل منه، فأسلمت، فقلت:يا نبي الله إني امرؤ

(1) ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل:«روى المؤلف بإسناده عن ابن عون».

(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.

(3) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.

(4) في ابن سعد «أذني كرسفا، و هو القطن».

(5) ما بين المعقوفتين: من طبقات ابن سعد.

(6) ما بين المعقوفتين: من طبقات ابن سعد.

(7) ما بين المعقوفتين: من طبقات ابن سعد.

(8) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من ابن سعد.