منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
مطاع في قومي، و إني راجع إليهم فداعيهمإلى الإسلام، فادع الله أن يكون لي عوناعليهم، فقال: «اللَّهمّ اجعل له آية».فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعنيعلى الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح،فقلت: اللَّهمّ في غير وجهي، فإنّي أخشى أنيظنوا بي مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم،فتحول النور فوقع في رأس سوطي، فجعلالحاضر يتراءون ذلك النور في سوطيكالقنديل المعلق، فأتاني أبي فقلت له:إليك عني فإنك لست من ديني، و لست منك، قال:و لم يا بني؟ قلت: إني أسلمت و اتبعت دينمحمد، قال: يا بني ديني دينك. [قال] (1):فقلت: فاذهب فاغتسل و طهر ثيابك، ففعل فجاءفعرضت عليه الإسلام، ثم أتتني صاحبتي،فقلت: إليك عني فلست منك (2) و لست مني، قالت:و لم بأبي أنت؟ قلت: فرق بيني و بينكالإسلام، إني أسلمت و اتبعت دين محمد،فقالت: ديني دينك، فأسلمت، ثم دعوت دوساإلى الإسلام فأبطئوا عليّ، ثم جئت رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقلت: قدغلبتني دوس فادع الله عليهم، فقال:«اللَّهمّ اهد دوسا». و قال لي: «أخرج إلىقومك فادعهم و ارفق بهم». فخرجت أدعوهم حتىهاجر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم إلىالمدينة و مضت بدر و أحد و الخندق، ثم قدمتبمن أسلم من [قومي] (3) و رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم بخيبر حتى نزلتالمدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس، ولحقنا برسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين، وقلنا: يا رسول الله اجعلنا في ميمنتك، واجعل شعارنا مبرور، ففعل. فلم أزل مع النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم حتى فتح مكة، فقلت: ابعثني يا رسولالله إلى ذي الكفين، صنم عمرو بن حممةأحرقه، فبعثه إليه فحرقه، فلما أحرقه بانلمن تمسك به أنه ليس على شيء (4)، فأسلمواجميعا، و رجع الطفيل، فكان مع النبي صلّىالله عليه وآله وسلّم حتى مات. فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد،ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة و معه ابنهعمرو، فقتل الطفيل باليمامة، و قطعت يدابنه، ثم استبل و صحت يده.