منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 173
نمايش فراداده

الأنصاري، أنه حدث عن عبد الرحمن بن مغراءالدوسيّ‏] (1)، عن رجل من خزاعة، قال:

لما اجتمع الناس بالقادسية دعت خنساء بنتعمرو النخعية بنيها الأربعة، فقالت: يابنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، و هاجرتم، والله ما نبت بكم الدار و لا أقحمتكم السنة،و لا أرداكم الطمع، و الله الّذي لا إلهإلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنوامرأة واحدة، ما خنت أباكم و لا فضحتخالكم، و لا عموت نسبكم، و لا أوطأتحريمكم، و لا أبحت حماكم، فإذا كان غدا إنشاء الله، فاغدوا لقتال عدوكم مستنصرينالله مستبصرين، فإذا رأيتم الحرب قد أبدتساقها، و قد ضربت رواقها فتيمموا وطيسها،و جالدوا خميسها، تظفروا بالمغنم والسلامة و الفوز و الكرامة في دار الخلد والمقامة.

فانصرف الفتية من عندها و هم لأمرهاطائعون، و بنصحها عارفون، فلما لقوا العدوشد أولهم (2)، و هو يرتجز يقول:


  • يا إخوتا إن العجوز الناصحه نصيحة ذات بيان واضحه فإنما تلقون عند الصائحه قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه فأنتم بينحياة صالحه‏

  • قد أشربتناإذ دعتنا البارحه‏ فباكروا الحربالضروس الكالحه‏ [من آل ساسانكلابا نابحة] (3) فأنتم بينحياة صالحه‏ فأنتم بينحياة صالحه‏

أو منية تورث غنما رابحا

ثم شد الّذي يليه و هو يقول:


  • و الله لا نعصي العجوز حرفا منها و برا صادقا و لطفا حتى تلفوا آل كسرى لفا إنا نرى التقصير عنهم ضعفا و القتل فيهمنجدة و عرفا

  • قد أمّرتناحدبا و عطفا فباكروا الحربالضروس زحفا و تكشفوهم عنحماكم كشفا و القتل فيهمنجدة و عرفا و القتل فيهمنجدة و عرفا

(1) ما بين المعقوفتين: من أ، و في الأصل:«روى المؤلف بإسناده عن عبد الرحمنالدوسيّ».

(2) في الأصل: «أكبرهم».

(3) ما بين المعقوفتين: من هامش الأصل.