منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
طلعت نواصي الخيل من قبل الشام- و كان فتحدمشق قبل القادسية بشهر- و ذلك أنه قدمكتاب عمر إلى أبي عبيدة بصرف أهل العراق[أصحاب خالد،] فصرفهم، فلما جاءوا سمي هذااليوم يوم أغواث، و أكثر المسلمون القتلفي الأعاجم، و لم تقاتل الأعاجم يومئذ علىفيل، لأن أنيابها (1) كانت قد تكسرت، و حملالمسلمون رجالا على إبل قد ألبسوها، فهيمجللة مبرقعة يتشبهون بالفيلة، فلقي أهلفارس يوم أغواث أعظم مما لقي المسلمون منالفيلة يوم أرماث، و جعل رجل من المسلمينيقال له: سواد يتعرض بالشهادة فأبطأتعليه، فتعرض لرستم يريده، فقتل دونه، وحمل القعقاع بن عمر يومئذ ثلاثين حملة،قتل في كل حملة رجل، و كان آخر من قتلبزرجمهر الهمذانيّ. و روى مجالد (2)، عن الشعبي، قال: كانتامرأة من النخع لها بنون أربعة شهدواالقادسية، فقالت لبنيها: إنكم أسلمتم فلمتبدلوا، و هاجرتم فلم تثوبوا، (3) و لم تنببكم البلاد، و لم تقحمكم السّنة، ثم جئتمبأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهلفارس، و الله إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكمبنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، و لا فضحتخالكم، انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره، فاقبلوا يشتدون، فلما غابوا عنهارفعت يديها قبل السماء و قالت: اللَّهمّادفع عن بنيّ، فرجعوا إليها و قد أحسنواالقتال، ما كلم منهم رجل [كلما] (4)، فرأيتهمبعد ذلك يأخذون ألفا ألفا من العطاء (5)، ثميأتون أمهم فيلقونه في حجرها، فترده عليهمو تقسمه فيهم على ما يرضيهم. و قد رويت لنا هذه الحكاية أتم من هذا. [أخبرنا المحمدان ابن أبي منصور، و ابنعبد الباقي، قالا: أخبرنا جعفر بن أحمد،قال: أخبرنا أحمد بن علي الثوري، قال:أخبرنا محمد بن عبد الله الدقاق، قال: أخبرنا ابن صفوان، قال: أخبرنا أبو بكر بنعبيد، قال: حدّثني أحمد بن حميد