منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 20
نمايش فراداده

و كان فيه دهاء فكذب لهم و ادعى النبوة، وتسمى برحمان اليمامة، لأنه كان يقول:الّذي يأتيني اسمه رحمان، و خاف أن لا يتمله مراده لأن قومه شاغبوه، فقال: هو كمايقولون إلا أنني قد أشركت معه، فشهد لرسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنه نبي،و ادعى أنه قد أشرك معه في النبوة، و جعليسجع لهم و يضاهي القرآن، فمن قوله: سبحاسم ربك الأعلى الّذي يستر على الحبلىفأخرج منها نسمة تسعى من بين أضلاع وحشي. ويا ضفدعة بنت الضفدعين نقي ما تنقين و سبحيفحسن ما تسبحين للطين تغني سنين و الماءتلبسين، ثم لا تكدرين و لا تفسدين فسبحيلنا فيما تسبحين. و كانوا قد سمعوا منه.

و من قوله لعنه الله: و الليل الأطحم (1)، والذئب الأدلم (2) و الجذع الأزلم (3) ماانتهكت أسيد من محرم. و كان يقصد بذلك نصرةأسيد على خصوم لهم.

و قال: و الليل الدامس و الذئب الهامس ماقطعت أسيد من رطب و لا يابس.

و قال: و الشاة و ألوانها، و أعجبها السودو ألبانها، و الشاة السوداء و اللبنالأبيض، إنه لعجب محض، و قد حرم المذق، مالكم لا تمجعون.

و كان يقول: و المبذرات زرعا، و الحاصداتحصدا، و الذاريات قمحا، و الطاحنات طحنا،و الخابزات خبزا، و الثاردات ثردا (4)، واللاقمات لقما، إهالة و سمنا، لقد فضلتمعلى أهل الوبر، و ما سبقكم أهل المدر،ريفكم فامنعوه.

و أتته امرأة، فقالت: ادع الله لنخلنا ولمائنا فإن محمدا دعا لقوم فجاشت آبارهم،فقال: و كيف فعل محمد؟ قالت: دعي بسجل، فدعالهم فيه ثم تمضمض و مجه فيه، فأفرغوه فيتلك الآبار، ففعل هو كذلك فغارت تلكالمياه.

و قال له رجل: برك على ولدي، فإن محمدايبرك على أولاد أصحابه، فلم يؤت‏

(1) الأطحم، الطحمة: سواد الليل.

(2) الأدلم: الأسود الطويل.

(3) الجذع الأزلم: الدهر.(4) ثرد الخبز ثردا:فتّه ثم بله بمرق.