الصيف، فنجعله تحتنا، فإذا كان الشتاءابتسطنا نصفه و تدثرنا نصفه، قال: يا حفصة،فأبلغيهم عني أن رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم قدر فوضع الفضول مواضعها، وتبلغ بالتّزجية (1)، و إني قدرت، فو اللهلأضعن الفضول مواضعها، و لأتبلغنبالتزجية، و إنما مثلي و مثل صاحبي كثلاثةنفر سلكوا طريقا، فمضى الأول و قد تزودزادا فبلغ، ثم اتبعه الآخر فسلك طريقه،فأفضى إليه، ثم اتبعهما الثالث، فإن لزمطريقهما و رضي بزادهما لحق بهما و كانمعهما، و إن سلك غير طريقهما لم يجامعهماأبدا.
و في هذه السنة حج بالناس (2) عمر بنالخطاب، و كان عامله على مكة عتاب بن أسيد،و على الطائف يعلى بن أمية و على الكوفة وأرضها سعد بن أبي وقاص، و على قضائها أبوقرة، و على البصرة و أرضها المغيرة بنشعبة.
184- سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بنثعلبة، أبو ثابت الخزرجي (3):
كان يكتب في الجاهلية، و كانت الكتابة فيالعرب قليلا، و كان يحسن العوم و الرمي، وكان من اجتمع له ذلك يسمى الكامل، و كانسعد بن عبادة و عدّة من آباء له قبله فيالجاهلية ينادى على أطمهم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة، و كانينادى على أطم أبيه أيضا.
[أخبرنا عبد الله بن علي المقري بإسنادهعن محمد] (4) بن سيرين، قال: كان
(1) التزجية، الاكتفاء، يقال: تجزيت بكذا،أي اكتفيت به. (2) تاريخ الطبري 3/ 603. (3) تاريخ الطبري 3/ 2/ 142. (4) ما بين المعقوفتين: من أ، ظ و في الأصلروى المؤلف باسناده عن بن سيرين.