منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
جمع عمر الناس بالمدينة حتى انتهى إليهفتح القادسية و دمشق، فقال: إني كنت امرأتاجرا يغني الله عز و جل عيالي بتجارتي، وقد شغلتموني بأمركم هذا، فما ذا ترون أنهيحل لي من هذا المال؟ فأكثر القوم و عليرضي الله عنه ساكت، فقال: يا علي، ما تقول؟فقال: ما أصلحك و أصلح عيالك بالمعروف، ليسلك من الأمر غيره، فقال: القول (1) ما قال علي بن أبي طالب (2). و [عن سيف، عن مبشر بن الفضيل] (3)، عن سالمبن عبد الله، قال (4): لما ولي عمر رضي الله عنه قعد على رزق أبيبكر رضي الله عنه الّذي كانوا فرضوا له،فكان بذلك، فاشتدت حاجته، فاجتمع نفر منالمهاجرين فيهم عثمان و علي و طلحة والزبير، فقال: الزبير: لو قلنا لعمر فيزيادة نزيدها (5) إياه في رزقه، فقال علي:وددنا أنه فعل ذلك، فانطلقوا بنا، فقالعثمان: إنه عمر، فهلموا فلنستبرئ ما عندهمن ورائه، نأتي حفصة فنكلمها (6) و نستكتمهاأسماءنا، فدخلوا عليها و سألوها أن تخبربالخبر عن نفر لا تسمي له أحدا إلا أنيقبل، و خرجوا من عندها، فلقيت عمر في ذلك،فعرفت الغضب في وجهه، فقال: من هؤلاء؟قالت: لا سبيل إلى علمهم حتى أعلم ما رأيك،فقال: لو علمت من هم لسؤت وجوههم، أنت بينيو بينهم، أناشدك باللَّه ما أفضل ما اقتنىرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيبيتك من الملبس (7)؟ قالت: ثوبين ممشقين (8)،كان يلبسهما للوفد، و يخطب فيهما الجمع،قال: و أي طعام ناله من عندك أرفع؟ قالت: خبزنا خبزة شعير، فصببت عليها و هي حارةأسفل عكّة (9)، فجعلناها دسما حلوة، فأكلمنها. قال: و أي مبسط كان يبسطه عندك كانأوطأ؟ قالت: كساء لنا ثخين كنا نربعه في