منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 225
نمايش فراداده

الصائم طعامه و شرابه .. فذكر أوقاتالصلوات، قال: و يقول الرجل: قد هاجرت [و لميهاجر] (1)، و إن المهاجرين الذين هجرواالسيئات، و يقول أقوام: جاهدنا، و إنالجهاد في سبيل الله مجاهدة العدو واجتناب الحرام، فإن الرجل ليقاتل بطبيعتهمن الشجاعة فيحمي، فافهموا ما توعظون به،فإن الجرب من جرب دينه، و إن السعيد من وعظبغيره، و إن الشقي من شقي في بطن أمه، و إنشر الأمور مبتدعاتها، و إن الاقتصاد فيسنة خير من الاجتهاد في بدعة، و إن للناسنفرة من سلطانهم، فعائذ باللَّه أنتدركني، فإياكم و ضغائن مجبولة و أهواءمتبعة و دنيا مؤثرة، عليكم بهذا القرآنفإن فيه نورا و شفاء، فقد قضيت الّذي عليفيما ولاني الله عز و جل من أموركم ووعظتكم نصحا لكم، و قد أمرنا لكمبأرزاقكم، فلا حجة لكم على الله عز و جل،بل الحجة له عليكم، أقول قولي هذا و أستغفرالله لي و لكم‏.

و في هذه السنة حمى عمر رضي الله عنهالربذة لخيل المسلمين، و قيل: في سنة ستعشرة.

و فيها اتخذ عمر دار الدقيق، فجعل فيهاالدقيق و السويق و التمر و الزيت، و مايحتاج إليه المنقطع و الضعيف الذين ينزلونبعمر، و وضع عمر في طريق السبيل ما بين مكةو المدينة ما يصلح لمن ينقطع به و يحمل منماء إلى ماء.

و من الحوادث في هذه السنة أن عمر رضي اللهعنه كتب التاريخ‏

و ذلك في سنة خمس من ولايته، و سنذكر سببذلك.

قال الشعبي: لما هبط آدم من الجنة، و انتظرولده أرخ بنو آدم من هبوط آدم،

(1) ما بين المعقوفتين: من حياة الصحابة 3/327.