منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
فكان التأريخ حتى بعث الله نوحا، فأرخوامن مبعث نوح حتى كان الغرق، و كان التاريخمن الطوفان إلى نار إبراهيم، فلما كثر ولدإسماعيل افترقوا، فارخ بنو إسحاق من نارإبراهيم إلى مبعث يوسف، و من مبعث يوسف إلىمبعث موسى، و من مبعث موسى إلى ملك سليمان،و من ملك سليمان إلى مبعث عيسى، و من مبعثعيسى إلى أن بعث رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم و عليهم أجمعين. و أرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلىبناء البيت، و من بناء البيت حتى تفرقتمعد، و كانت للعرب أيام و أعلام يعدونها،ثم أرخوا من موت كعب بن لؤيّ إلى الفيل، وكان التأريخ من الفيل حتى أرخ عمر بنالخطاب من الهجرة. و إنما أرخ عمر بعد سبع عشرة من مهاجرةرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر: إنهيأتينا منك كتب ليس لها تاريخ. قال: فجمععمر الناس للمشورة، فقال بعضهم: أرخ لمبعثرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال بعضهم: أرخ لمهاجر رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم، فقال عمر: لا بل نؤرخلمهاجر رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فإن مهاجره فرق بين الحق و الباطل. و قال ميمون بن مهران: رفع إلى عمر صك محلهفي شعبان، فقال عمر: أي شعبان؟ الّذي هو آتأو الّذي نحن فيه؟ قال: ثم قال لأصحابالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: ضعواللناس شيئا يعرفونه، فقال بعضهم: اكتبواعلى تاريخ الروم، فقيل: إنهم يكتبون من عهدذي القرنين، فهذا يطول. و قال بعضهم:اكتبوا على تاريخ الفرس، فقيل: إن الفرسكلما قام ملك طرح ما كان قبله، فاجتمعرأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول اللهصلّى الله عليه وآله وسلّم بالمدينة،فوجدوا عشر سنين، فكتب التاريخ من هجرةرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. و قال ابن سيرين: قام رجل إلى عمر فقال:أرخوا، فقال عمر: ما أرخوا؟ قال: شيء تفعله الأعاجم، يكتبون في شهر كذامن سنة كذا، قال عمر: حسن فأرخوا، فقال: منأي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه، وقالوا: من وفاته، ثم أجمعوا على الهجرة، ثمقال: فبأي الشهور نبدأ، فقالوا: من رمضان،ثم قالوا: المحرم فإنه منصرف الناس منحجهم، و هو شهر حرام، فأجمعوا على المحرم.