منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 227
نمايش فراداده

و قال سعيد بن المسيب (1): جمع عمر الناسفسألهم فقال: من أي يوم نكتب؟

فقال علي رضي الله عنه: من يوم هاجر رسولالله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و ترك أرضالشرك. ففعله عمر رضي الله عنه.

و قال عثمان رضي الله عنه: أرخوا المحرمأول السنة.

قال مؤلف الكتاب (2): فقد قدموا التأريخشهرين و بعض الآخر، لأن رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم قدم المدينة لاثنتيعشرة خلت من ربيع الأول.

و قد قيل: إنما كتب عمر التاريخ في سنة ستعشرة.

و قال قدامة بن جعفر الكاتب: تاريخ كلشي‏ء آخره، و هو في الوقت غايته و الموضعالّذي انتهى إليه، يقال: فلان تاريخ قومه،أي إليه انتهى شرفهم. و يقال:

ورخت الكتاب توريخا، و أرخته تأريخا،اللغة الأولى لتميم، و الأخرى لقيس، و لكلمملكة و أهل ملة تأريخ، و قد كان الرومأرخوا على حسب ما وقع من الأحداث إلى أناستقر تأريخهم على وفاة ذي القرنين، وكانت الفرس تؤرخ بأعدل ملك لها إلى أناستقر تأريخها على هلاك يزدجرد الّذي كانآخر ملوكهم، و كانت العرب تؤرخ بتفرق ولدإسماعيل و خروجهم عن مكة، ثم أرخوا بعامالغدرة، و قال: إن ملكا من ملوك حمير وجهإلى الكعبة بكسوة و طيب، فاعترض قوم من بنييربوع بن حنظلة الرسل فقتلوهم، فانتهبواذلك، و كانوا لا يفعلون ذلك في الأشهرالحرم، فسمي عام الغدرة. ثم أرخوا بعامالفيل، و كان في اليوم الثاني عشر من شباطسنة ثمانمائة و اثنين و ثمانين لذيالقرنين، ثم أرخ بسني الهجرة، ابتدأ بذلكعمر بن الخطاب.

و التواريخ العربية إنما هي على الليالي،و سائر تواريخ الأمم على الأيام لأن سنيهمتجري على أمر الشمس، و هي نهارية، و سنوالعرب يعمل فيها على القمر، و ابتداءرؤيتنا له الليل، فيقال في أول ليلةمستهل، و لا يقال ذلك في النهار، و يقال فيآخر الشهر يوم كذا: انسلاخ شهر كذا، لأنالشهر يبتدئ بابتداء الليل و ينقضيبانقضاء

(1) تاريخ الطبري 4/ 39.

(2) في الأصل: «قلت».