منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 288
نمايش فراداده

أول (1)، قال: هات، فرفع الحارث السيف، فلمانظر الشيخ أنه قد أهوى به إلى رأسه ضرببطنه ضربة قدّ منها أمعاءه، و وقعت ضربةالحارث في رأسه فسقطا ميتين، فأخذت ياأمير المؤمنين أربعة أفراس و أربعة أسياف،ثم أقبلت إلى الناقة، فقدت أعنة الأفراسبعضها إلى بعض و جعلت أقودها، فقالت ليالجارية: يا عمرو، إلى أين و لست لي بصاحب ولست كمن رأيت، و لو كنت صاحبي لسلكتسبيلهم، فقلت: اسكتي، قالت: فإن كنت صادقافاعطني رمحا أو سيفا فإن غلبتني فأننا لك وإن غلبتك قتلتك، فقلت لها: ما [أنا] (2)بمعطيك ذلك و قد عرفت أصلك و جرأة قومك وشجاعتهم، فرمت بنفسها عن البعير ثم أقبلتإليّ و هي ترتجز و تقول:


  • أبعد شيخي و بعد إخوتي أطلب عيشا بعدهمفي لذتي‏

  • أطلب عيشا بعدهمفي لذتي‏ أطلب عيشا بعدهمفي لذتي‏

هلا يكون قبل ذا منيتي‏

ثم أهوت إلى الرمح و كادت تنتزعه من يدي،فلما رأيت ذلك منها خفت إن هي ظفرت بي أنتقتلني فقتلتها.

فهذا أشد ما رأيت يا أمير المؤمنين، فقالعمر: صدقت.

قال علماء السير: قتل النعمان و طليحة وعمرو بن معديكرب يوم نهاوند و قبورهم هناك.

و قال بعض العلماء: دفن عمرو بن معديكرببروذة (3) و هي بين قم و الري، و هناك مات.

ورثته امرأة فقالت:


  • لقد غادر الركب (4) الذين تحملوا فقل لزبيد بل لمذحج كلها و إن تجزعوا لم تغن ذلك مغره و لكن سلواالرحمن يعقبكم صبرا

  • بروذةشخصا لا ضعيفا و لا غمرا فقدتم أبا ثورسبابتكم عمرا و لكن سلواالرحمن يعقبكم صبرا و لكن سلواالرحمن يعقبكم صبرا

(1) في الأصل: «أنا أبدؤك».

(2) ما بين المعقوفتين: من أ.

(3) معجم ما استعجم 2/ 684، و الروض المعطار 274.

(4) في أ: «لقد عادل الركب».